[10] يا ابن وزير الدولتين الذي * يروح للمجد كما يغدو يا بن الذي أنشأ من ماله * مدرسة طالعها سعد قد سرني زهدك عن كل ما * يرغب فيه الحر والعبد 5 بان لك الحق وأبصرت ما * أعيننا عن مثله رمد وقلت للدنيا: إليك ارجعي * ما عن نزوعي عنك لي بد ما لذلي بعدك حتى استوى * في في منك الصاب والشهد شيمتك الغدر كما شيمتي * حسن الوفاء المحض والود إلى أن قال: لا يقصد الناس إلى دورهم * لكن إلى منزلك القصد 10 وخدمة الناس لها حرمة * وكان ما تفعله يبدو والناس قد كانوا رقودا وقد * أيقظتهم فانتبه الضد وقسمت فيك ظنون الورى * وكلهم للقول يعتد فبعضهم قال: يدوم الفتى * وبعضهم قد قال: يرتد وقد أتى تشرين وهو الذي * إليه عين العيش تمتد 15 ما يسكن البيت وقد جاءه * إلا مريض مسه الجهد وكل ما يفعله حيلة * منه ونصب ما له حد فقلت: لا والله ما رأيه * هذا ولا فيكم له ند وإنما هذا سليمان قد * صفا له في زهده الورد مثل سليمان الذي أعرضت * يوما عليه الضمر الجرد 20 فعان أن يدخلها قلبه * والهزل لا يشبهه الجد ويقول فيها: ليهنك الرشد إلى كل ما * يضل عنه الجاهل الوغد أسقطت من جيش أبي مرة * (1) وأكثر الناس له جند وقمت لله بما يرتجى * بمثله الجنة والخلد ________________________________________ (1) أبو مرة كنية لإبليس. ________________________________________