[9] إلا أن تشهدي معي أن لا إله إلا الله، وأني محمد رسول الله، فشهدت الشهادتين فناولها (1). فاكلت فازدادت رغبتها وطلبت أخرى لابي طالب (فاعطاها) فعاهدها أن لا تعطيه إلا بعد الشهادتين، فلما جن عليها الليل اشتم أبو طالب نسما ما اشتم مثله قط فاظهرت ما معها فالتمسه منها، فابت عليه إلا أن يشهد الشهادتين، فلم يملك (أبو طالب) نفسه أن شهد الشهادتين، غير أنه سألها أن تكتم عليه لئلا تعيره قريش فعاهدته على ذلك، فاعطته ما معها (فاكله) وآوى إلى زوجته فعلقت بعلي عليه السلام في تلك الليلة، ولما حملت بعلي عليه السلام ازداد حسنها فكان (الجنين الذي في بطنها) يتكلم (وهو) في بطنها فكانت (يوما) في الكعبة فتكلم علي (وهو في بطن أمه) مع جعفر (فاندهش) فغشي عليه فالتفتت (إلى) الاصنام (وقد) خرت على وجوهها (تعظيما له) فمسحت على بطنها وقالت: يا قرة العين سجدت لك الاصنام داخلا فكيف شأنك خارجا، وذكرت لابي طالب ذلك فقال: هو الذي قال لي أسد في طريق الطائف (أي أخبره باحوال ابنه علي عليه السلام جده أسد عليه السلام. (قال المؤلف) فبالتأمل في كلام الراهب مثرم، وفي حديث قاضي السنة ابي عمرو يثبت لك أن ابا طالب وزوجته فاطمة بنت اسد كانا داخلين في الشريعة المحمدية معترفين برسالته بعد أن كانا على الشريعة الابراهيمية، وعندما اجتمع أبو طالب عليه السلام مع زوجته فاطمة بنت اسد فحملت بعلي عليه السلام كانا مؤمنين موحدين مسلمين وكان ذلك ________________________________________ (1) (قال المؤلف انما طلب النبي صلى الله عليه وآله الشهادتين الشهادة بالتوحيد والشهادة برسالته للدخول في الشريعة الاسلامية بعد ان كانت مؤمنة بشريعة ابيها ابراهيم عليه السلام). [*] ________________________________________