[173] وخذ لنا منه ليكف عنا ونكف عنه، وليدعنا وديننا، وندعه ودينه فبعث إليه أبو طالب فجاءه فقال: يابن أخي هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليعطوك وليأخذوا منك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا عم كلمة واحدة بعطونيها يملكون بها العرب وتدين لهم بها العجم، قال: فقال أبو جهل: نعم وأبيك، وعشر كلمات، قال: تقولون لا آله إلا الله، وتخلعون ما تعبدون من دونه قال: فصففوا بأيديهم، ثم قالوا: اتريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلها واحدا، إن أمرك لعجيب، ثم قال بعضهم لبعض: إنه والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم وبينه، قال: ثم تفرقوا، قال: فقال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: يابن أخي ما رأيتك سألتهم شططا (أي ما سألتهم فوق طاقتهم أي أمرا صعبا) وما ظلمتهم وما جرت عليهم فيما طلبت منهم، قال: فجعل يقول له (أي لابي طالب عليه السلام): أي عم فانت فقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة، قال: فلما رأى حرص رسول الله - صلى الله عليه وآله عليه، قال يابن اخي، والله لو لا مخافة السبة عليك وعلى بني أبيك من بعدي لقلتها لا أقولها إلا لاسرك بها، قال: فلما تقارب من أبي طالب الموت (وتفرق الذين كانوا عنده من المشركين) نظر العباس إليه (أي إلى أبي طالب عليه السلام) يحرك شفتيه قال: فاصغى إليه بأذنه (أي العباس) قال: فقال يابن أخي (يا محمد) والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها، قال: وأنزل الله تعالى في الرهط الذين اجتمعوا إلى أبي طالب وقال لهم النبي صلى الله عليه وآله ما قال وردوا عليه ما ردوا سورة صلى الله عليه وآله والقرآن ذي الذكر) إلي قوله تعالى (إن هذا إلا ________________________________________