[168] يوضع لابي طالب وسادة يجلس عليها فجاء النبي صلى الله عليه وآله فجلس عليها فقال: إن ابن اخي ليحس بنعيم أي بشرف عظيم (قال): وكان أبو طالب يحبه حبا شديدا لا يحب أولاده كذلك، ولذا كان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج به متى خرج (من مكة) قال: وقد أخرج ابن عساكر عن جلهمة بن عرفطة، قال: قدمت مكة وهم في قحط وشدة من أحتباس المطر عنهم، فقائل منهم يقول: أعمدوا اللات والعزى، وقائل منهم يقول، أعمدوا مناة الثالثة الاخرى، فقال شيخ وسيم حسن الوجه جيد الرأي: أنى تؤفكون وفيكم باقية ابراهيم وسلالة إسماعيل، قالوا: كانك عنيت أبا طالب، فقال أيها فقاموا باجمعهم، فقمت معهم فدققنا الباب عليه فخرج إلينا، فثاروا إليه فقالوا: يا أبا طالب أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهلم فاستسق إلينا فخرج أبو طالب، ومعه غلام (وهو النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم) كانه شمس دجن (تجلت عنه سحابة) قتماء، وحوله أغيلمة فاخذه أبو طالب فالصق ظهر الغلام بالكعبة، ولاذ الغلام (أي أشار) باصبعه إلى السماء كالمتضرع الملتجئ وما في السماء قزعة، فاقبل السحاب من هاهنا وهاهنا واغدودق الوادي أي أمطر وكثر قطره، واخصب النادي والبادي وفي هذا يقول أبو طالب يذكر قريشا حين تمالؤا على أذيته صلى الله عليه (وآله) وسلم، بعد البعثة، يذكرهم يده وبركته عليهم من صغره: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل (قال صاحب السيرة): فهذا الاستسقاء شاهده أبو طالب فقال الابيات بعد مشاهدته (اياها)، وقد شاهده مرة أخرى قبل هذه، فروى الخطابي، حديثا فيه: إن قريشا تتابعت عليهم سنو جدب في حياة ________________________________________