[166] ومهانته لابي ذر الغفاري رحمه الله جبهه وشتمه وأشخاصه ألى المدينة على قتب بغير وطاء لانكاره عليه، ولعنه عليا والحسن والحسين وعبد الله بن عباس على منابر الاسلام، وعهده بالخلافة إلى ابنه يزيد مع ظهور فسقه (أي فسه يزيد) وشربه المسكر جهارا، ولعبه بالنرد (القمار) ونومه بين القيان والمغنيات، واصطباحه معهن، ولعبه بالطنبور بينهن، وتطريقه بني أمية للوثوب على مقام رسول الله صلى عليه (وآله) وسلم وخلافته حتى افضت إلى يزيد بن عبد الملك والوليد بن يزيد المفتضحين الفاسقين، صاحب حبابة وسلامة، والآخر رامي المصحف بالسهام، وصاحب الاشعار في الزندقة والالحاد، ثم قال ابن أبي الحديد الشافعي: ولا ريب أن الخوارج إنما برئ أهل الدين والحق منهم لانهم فارقوا عليا وبرئوا منه، وما عدا ذلك من عقائدهم نحو القول بتخليد الفاسق في النار، والقول بالخروج على أمراء الجور، وغير ذلك من أقاويلهم فان أصحابنا (أي الشافعية من أهل السنة) يقولون بها، ويذهبون إليها فلم يبق ما بقتضي البراءة منهم إلا برأتهم من علي، وقد كان معاوية يلعنه على رؤس الاشهاد وعلى المنابر في الجمع والاعياد.، في المدينة ومكة وفي ساير مدن الاسلام، فقد شارك الخوارج في الامر المكروه منهم، وامتازوا عليه باظهار الدين والتلزم بقوانين الشريعة والاجتهاد في العبادة وإنكار المنكرات، وكانوا أحق بان نيصروا عليه من أن ينصر عليهم (انتهى كلام ابن ابي الحديد). (قال المؤلف: ومما يمكن الاستدلال به على علو مقام أبي طالب عليه السلام علاوة على إيمانه وإسلامه قبل البعثة وبعد بعثة ابن اخيه محمد صلى الله عليه وآله ما روي من أفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقواله في حق عمه وشقيق ابيه أبي طالب عليهما السلام ________________________________________