[28] وأكثر ما عرف عنهم إذا كان لهم وجود غير المتنبئين انهم امتنعوا عن أدائها. وتغلق دعوى المدعي أن هؤلاء أنكروا بيعة ابي بكر التي كانت عن غير مشورة من المسلمين كما صرح به عمر بن الخطاب، فلم يعترفوا له بامامة وولاية حتى يؤدوا له الزكاة. ولعلهم كانوا يطالبون بخلافة من كان النص من النبي على خلافته، فأهمل مطالبتهم التأريخ. هذه احتمالات لا يفندها التأريخ والاعتبار، وادعتها الشيعة فيهم، فما لنا بتكذيبها من برهان، فالاحسن لنا ألا نعترف بوجودهم كما أهمل التأريخ أسماءهم وقبائلهم. ومهما كان الامر، فان استطاع الكاتب ان يثبت الانقلاب بأول حدث في الاسلام، فلا يهمه ماذا سيكون شأن الحوادث اللاحقة، بل يستعين على تفسيرها بتفسير الحادث الاول، وكفى ! وأجدني مضطرا قبل كل شئ إلى ان أقف مع القارئ على ما صنعه النبي صلى الله عليه وآله، من حل للخلاف بعده: إما في وصية باستخلاف أحد، أو في قاعدة مضبوطة يرجعون إليها، أو انه اهمل الامر وتركهم وشأنهم، لان هذا البحث له علاقة قوية في موضوع بحثنا، يتوقف عليه تفسير كثير من الحوادث. ________________________________________