[25] ولكني لا اطمئن إلى هذا الاحتمال، ما دامت الآية تشعرنا بأن الانقلاب يقع بعد موت النبي مباشرة، وما دامت هي خطابا لجميع المسلمين، واهل الردة - كيفما فرضناهم - هم اقل القليل من المسلمين، بل في العدوة القصوى منهم. وفوق ذلك نجد ان عمدة من نسميهم بأهل الردة هم المتنبؤن واشياعهم، كمسيلمة واتباعه، وطليحة واوليائه. وهؤلاء كانوا في عهد النبي واستغلظ امرهم بعده، ما عدا سجاح التميمية، وما كان لها كبير شأن وقد اندمجت بمسيلمة. اما الاسود العنسي فقد قتل في حياة الرسول ولازم انصاره طريقته بعده. وعلقمة بن علاثة ارتد في زمانه صلى الله عليه وآله. ومثله ام رفل سلمى بنت مالك وتابعوها. أفيصح ان نقول: إن هؤلاء انقلبوا على الاعقاب بعد النبي، وكان الخطاب بالآية لهم ؟ اللهم ان هذا يأبى الانصاف ان يصدق به، عند من كان له شئ من حرية الرأي وصحة التفكير. ومالك بن نويرة (1). - مالك وادع سجاح (والموادعة. المتاركة والمسالمة على ترك الحرب كما كان كعب القرضي موادعا لرسول الله). وليست الموادعة من الردة في شئ واكثر من ذلك إنما كانت ________________________________________ (1) وبه يضرب المثل المشهور: " فتى ولا كمالك ". ________________________________________