[176] أما قول أحد الانصار: " لانبايع إلا عليا " فلا يخرج عن كونه ترشيحا لعلي من قبل أحد المسلمين ولا ينكر أحد أهلية علي عليه السلام لهذا الترشيح إذ ان الرجل لم يحتج بحديث الغدير أو آية قرآنية دالة على وجوب نصب علي. 4 - استدل المؤلف الفاضل بتأمير اسامة بن زيد وتخلف وجوه المهاجرين وفيهم ابو بكر وعمر وأبو عبيدة عن اللحاق بجيشه على الرغم من تشديد النبي عليهم في الخروج - على رغبة الرسول في إبعاد من يطمع في الخلافة عن المدينة وفي تهيئة المسلمين لقبول (قاعدة الكفاية). إن رسول الله (ص) لم تكن تأخذه في الحق لومة لائم وهذا التدبير أشبه بتدبير الضعفاء منه بتدبير الانبياء فمن كان يدري النبي - وقد تمت البيعة لعلي - في غياب جيش اسامة ووجوه المهاجرين والانصار - ان القائد وجيشه وقد علموا بوفاة النبي وبالغاية التي ارسلوا من أجلها في ذلك الظرف الحرج وبنفاذ المؤامرة في تعيين علي للخلافة، من كان يدريه انهم لا يولون الخلافة من يريدون وليس في عنقهم بيعة لاحد ثم يحتلون المدينة بالقوة ويعود التدبير الذي ظنه المؤلف الفاضل حكيما شرا على المسلمين جميعا فان من يخالف أمر النبي وهو في المدينة لا يعجزه ان يخالفه وهو في جيش يؤيده في رأيه. إن حياة الرسول (ص) كلها تدل على أنه لم يكن يرهب القوة في سبيل نشر الدعوه وتبليغ أوامر الله فقد كان في مكة ________________________________________