[18] وصدوه عن الكتاب، وقد تعلمون انه صلى الله عليه وآله خرج إلى احد بألف من اصحابه فرجع منهم قبل الوصول ثلاث مئة من المنافقين (1) وربما بقي معه منافقون لم يرجعوا خوف الشهرة أو رغبة بالدفاع عن احساب قومهم، ولو لم يكن في الالف الا ثلاث مئة منافق، لكفى دليلا على ان النفاق كان زمن الوحي فاشيا، فكيف ينقطع بمجرد انقطاع الوحي ولحوق النبي صلى الله عليه وآله بالرفيق الاعلى ؟ فهل كانت حياته سببا في نفاق المنافقين ؟ ! وموته سببا في ايمانهم وعدالتهم وصيرورتهم افضل الخلق بعد الانبياء وكيف انقلبت حقائقهم بعد وفاته صلى الله عليه وآله فاصبحوا - بعد ذلك النفاق - بمثابة من الفضل لا يقدح فيها شئ مما ارتكبوه من الجرائم والعظائم، وما المقتضي للالتزام بهذه المكابرات ؟ ! التي تنفر منها الاسماع والابصار والافئدة ؟ وما الدليل على هذه الدعاوي من كتاب أو سنة أو اجماع أو قياس ؟ وما ضرنا لو صدعنا بحقيقة اولئك المنافقين، فان الامة في غنى عنهم بالمؤمنين المستقيمين من الصحابة، وهم اهل السوابق والمناقب، وفيهم الاكثرية * (هامش * (1) نص على هذا كل من ارخ غزوة احد من اهل السير والاخبار فراجع. ________________________________________