[15] في الغلو على شاكلتهم، قالوا: بكفر الصحابة كافة، وقال اهل السنة: بعدالة كل فرد ممن سمع النبي صلى الله عليه وآله أو رآه من المسلمين مطلقا، واحتجوا بحديث كل من دب أو درج منهم اجمعين اكتعين ابصعين، اما نحن فان الصحبة بمجردها وان كانت عندنا فضيلة جليلة، لكنها - بما هي ومن حيث هي - غير عاصمة، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول، وهم عظماؤهم وعلماؤهم، واولياء هؤلاء وفيهم البغاة، وفيهم اهل الجرائم من المنافقين، وفيهم مجهول الحال، فنحن نحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والآخرة، اما البغاة على الوصي، واخي النبي، وسائر اهل الجرائم والعظائم كابن هند، وابن النابغة، وابن الزرقاء (1) وابن عقبة، وابن ارطاة، وامثالهم فلا كرامة لهم، ولا وزن لحديثهم، ومجهول الحال نتوقف فيه حتى نتبين امره، هذا رأينا في حملة الحديث من ________________________________________ (1) هي الزرقاء بنت موهب جدة مروان بن الحكم لابيه وكانت من ذوات الرايات التي يستدل بها على ثبوت البغاء فلذا كان الحكم وبنوه يذمون بها نص على هذا كله ابن الاثير حيث ذكر صفة مروان ونسبه واخباره في حوادث سنة 65 للهجرة ص 57 من الجزء الرابع من تاريخه الكامل - وصرح به غير واحد من اهل الاخبار. ________________________________________