1970 - حدثنا صالح قال ثنا سعيد قال ثنا هشيم عن رجل عن نافع عن بن عمر Bهما Y مثله فكانت هذه السجدة في حم مما قد اتفق عليه واختلف في موضعها وما ذكرنا قبل هذا من السجود في السور الأخر فقد اتفقوا عليها وعلى مواضعها التي ذكرناها وكان موضع كل سجدة منها فهو موضع أخبار وليس بموضع أمر وقد رأينا السجود مذكورا في مواضع أمر منها قوله تعالى يا مريم أقنتى لربك واسجدى ومنها قوله وكن من الساجدين فكل قد اتفق أن لا سجود في شيء من ذلك فالنظر على ذلك أن يكون كل موضع مما أختلف فيه هل فيه سجود أم لا أن ننظر فيه فإن كان موضع أمر فإنما هو تعليم فلا سجود فيه وكل موضع فيه خبر عن السجود فهو موضع سجود التلاوة فكان الموضع الذي أختلف فيه من سورة النجم فقال قوم هو موضع سجود التلاوة وقال آخرون هو ليس موضع سجدة تلاوة وهو قوله واسجدوا لله واعبدوا فذلك أمر وليس بخبر فكان النظر على ما ذكرنا أن لا يكون موضع سجود التلاوة وكان الموضع الذي اختلف فيه أيضا من اقرأ باسم ربك هو قوله كلا لا تطعه واسجد واقترب فذلك أمر وليس بخبر فالنظر على ما ذكرنا أن لا يكون موضع سجود تلاوة وكان الموضع الذي اختلف فيه من إذا السماء انشقت هو موضع سجود أو لا هو قوله فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون فذلك موضع إخبار لا موضع أمر فالنظر على ما ذكرنا أن يكون موضع سجود التلاوة ويكون كل شيء من السجود يرد الى ما ذكرنا فما كان منه أمرا رد الى شكله مما ذكرنا فلم يكن فيه سجود وما كان منه خبرا رد الى شكله من الأخبار فكان فيه سجود فهذا هو النظر في هذا الباب فكان يجىء على ذلك أن يكون موضع السجود من حم هو الموضع الذي ذهب اليه بن عباس Bه لأنه عنده خبر هو قوله فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون لا كما ذهب اليه من خالفه لأن أولئك جعلوا السجدة عند أمر وهو قوله واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون فكان ذلك موضع أمر وكان الموضع الآخر موضع خبر وقد ذكرنا أن النظر يوجب أن يكون السجود في مواضع الخبر لا في مواضع الأمر فكان يجىء على ذلك أن لا يكون في سورة الحج غير سجدة واحدة لأن الثانية المختلف فيها إنما موضعها في قول من يجعلها سجدة موضع أمر وهو قوله اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم الآية وقد بينا أن مواضع سجود التلاوة هى مواضع الأخبار لا مواضع الأمر فلو خلينا والنظر لكان القول في سجود التلاوة أن ننظر فما كان منه موضع أمر لم نجعل فيه سجودا وما كان منه موضع خبر جعلنا فيه سجودا ولكن اتباع ما ثبت عن رسول الله A أولى وقد اختلف في سورة ص وقال قوم فيها سجدة وقال آخرون ليس فيها سجدة فكان النظر عندنا في ذلك أن يكون فيه سجدة لأن الموضع الذي جعله من جعله فيها سجدة وموضع السجود هو موضع خبر لا موضع أمر وهو قوله فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فذلك خبر فالنظر فيه أن يرد حكمه الى حكم أشكاله من الأخبار فيكون فيه سجدة كما يكون فيها وقد روى ذلك عن رسول الله A