[432] والثاني الشيخ والشيخة إذا تمنيا ولدا، ورزقهما الله فرحا وقالا: هو خادمنا في آخر عمرنا ومشيعنا جنازتنا ثم ادركه الموت في حياتهما فان الملائكة تبكي قبل بكائهما على ولدهما والثالث اليتيم إذا استيقظ من منامه وأخذ يبكي لتسرع إليه أمه وهو لا يذكر موتها فلما سمعت دايته بكاؤه صاحت عليه بصوت كريه ما هذا البكاء فلما سمع صوتها تذكر لموت الوالدة فسكت آيسا، فعند ذلك تبكي الملائكة ليلة أخذت يتيمة الحسين (ع) بالبكاء وجعلت تطلب أباها لانها رأته في منامها. مقدمة (في البحار) روى عن سليمان الاعمش إنه قال: كنت نازلا بالكوفة وكان لي جار كنت احضر عنده الليالي واجلس معه وأحدثه ويحدثني، فأتيت إليه ليلة الجمعة فقلت له يا هذا ما تقول في زيارة قبر الحسين (ع) ؟ فقال لي: هي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ذي ضلالة في النار، قال سليمان: فقمت من عنده وقد امتلات غيظا عليه فقلت في نفسي إذا كان وقت السحر آتيه واحدثه شيئا من فضائل الحسين (ع) وزيارته، فإن أصر على العناد قتلته. قال سليمان: فلما كان وقت السحر أتيته وقرعت عليه الباب ودعوته بإسمه وإذا بزوجته تقول لي: إنه قصد كربلا لزيارة الحسين (ع) في أول الليل قال سليمان: فسرت في إلى زيارة الحسين (ع) فلما وصلت إلى الغاضرية إذا بالشيخ ساجد لله عز وجل وهو يدعو ويبكي عند قبر الحسين (ع) ويسأل الله التوبة والمغفرة ثم رفع رأسه بعد زمان طويل فرآني قريبا منه فقلت: يا شيخ بالامس كنت تقول زيارة الحسين (ع) بدعة، كل بدعة ضلالة، وكل ذي ضلالة في النار واليوم أتيت تزوره ؟ فقال: يا سليمان لا تلمني فإني ما كنت اثبت لاهل البيت الامامة حتى كانت ليلتي تلك فرأيت رؤيا هالتني وروعتني. فقلت له: ما رأيت أيها الشيخ ؟ قال: رأيت رجلا جليل القدر لا بالطويل الشاهق، ولا بالقصير اللاصق لا أقدر على وصفه من عظم جلاله وجماله وبهائه وكماله، وهو مع أقوام يحفون به حفيفا ويزفونه زفيفا وبين يديه فارس وعلى رأسه تاج، وللتاج اربعة أركان، وفي كل ركن جوهرة تضئ من مسيرة ثلاثة أيام، فقلت لبعض خدامه: من هذا ؟ فقال: هذا محمد المصطفى قلت: ومن هذا الاخر ؟ فقال: علي المرتضى، ثم مددت نظري فإذا أنا بناقة من نور وفيها امرئتان ________________________________________