[606] وربما تعرضت لتفسير (1) بعض الالفاظ التي يكاد يحتاج الى التفسير عند المحصل، لالتماس جماعة من الاخوان لكي يعم نفعه من لم يكن له كثير معرفة بالفنون (2) العربية ممن خلصت نيته، وصلحت سريرته من الطالبين. ولم أتعرض (لكشف) (3) غوامض بعض الاحاديث الاصولية وحل رموزاته كما ينبغي، لقصور أفهام الجمهور عن دركها على ما هي عليه، إذ كانت من العلوم الحقيقية التي أمرنا بكتمانها. وبذلت جهدي في أن لا اتنطق في البيانات إلا باصطلاحات أهل ظواهر الشرائع والديانات ما استطعت دون اصطلاحات أهل السر ممن خفيت مقاصدهم عن أفهام الجماهير. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) (4). انتهى كلامه. وإنا لاننقم من هذا الفاضل إلا شدة توغله وعشقه لكلام الفلاسفة في الالهيات، وشدة تعصبه للاخبارية في الفرعيات، حتى تحامل على أعلام الدين، وحملة علم الائمة الطاهرين عليهم السلام، كما لا يخفى على الخبير. وله في الفقه من المذاهب الغريبة، وفي هذا الكتاب، وخصوصا في أبواب المياه والطهارات والنجاسات، مما يقضي العجب. وقد تعرضت لتزييف مذاهبه في ذلك في كتابنا (سبيل الرشاد في شرح نجاة العباد) فنسأل الله التوفيق لاتمامه. وقد تفرد بكثير من المسائل، ولم يعبأ بمخالفة المتأخرين، ولا الاوائل. وما يمنعه أن يكون كالمصنف مع امتلائه من علم الحكمة بأقسامها، تراه على الجادة في أصول الشريعة وفروعها، معظما لاهل الدين كما تراه يقول: (وقد وفقني الله سبحانه، وأنا أقل العباد، محمد، المشتهر ببهاء الدين العاملي، عفا ________________________________________ (1) كذا في الوافي وفي المتن: (تفسير). (2) كذا في الوافي وفي المتن (من الفنون). (3) ساقط من المتن. (4) الوافي 1: 42 - 43. ________________________________________