[ 5 ] إن عائشة هي التي أثارت التهمة ضد السيدة أم إبراهيم: مارية القبطية، فقذفتها بأن ولدها ليس من النبي صلى الله عليه واله وسلم، وإنما هو من ابن عمها جريج القبطي، الذي كان يخدمها، وكان كلام عائشة خطابا للنبي صلى الله عليه واله مباشرة ! فغصب النبي صلى الله عليه واله وسلم، وقال لعلي عليه السلام: خذ. سيفك - يا علي - وامض إلى بيت مارية، فإن وجدت القبطي فاضرب عنقه ! وهكذا أغضبت عائشة النبي صلى الله عليه واله وسلم حيث أصبحت ألعوبة بأيدي أعداء الاسلام، وهي في داخل بيت الرسول صلى الله عليه واله. ولذا اعلن الرسول غضبه، وأطلق هذا الامر، ليعبر عن سخطه ودفاعه عن شرف بيته. ولكن أمير المؤمنين عليه السلام تلميذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم أن الامر في مثل هذا الموقف، ليس اطلاقه مرادا، لان التعاليم الاسلامية تقيده، فلذلك راح يعلن هذه الحقيقة للسامعين فاستفسر ذلك من النبي صلى الله عليه واله وسلم نفسه، وقال: إني تأمرني - يا رسول الله - بالامر، فاكون فيه كالسبيكة المحماة في ذات الوبر، فامضي لامرك في القبطي، أو " يرى الشاهد ما لا يرى الغائب " فقال له النبيي صلى الله عليه وأله وسلم: بل " يرى الشاهد ما لا يرى الغائب ". فمضى أمير المؤمنين عليه السلام إلى بيت مارية القبطية، فوجد القبطي فيه، فلما رأى السيف بيد أمير المؤمنين عليه السلام صعد إلى نخلة في الدار، فهبت ريح كشفت عن ثوبه، فإذا هو ممسوح، ليس له ما للرجال ! ________________________________________