[ 102 ] لم نتعرض لشرح أخبارهم، لظهور ما قصصته من أمر العرب من أعمارهم على ما تدعيه الفرس، ولقرب عهدها منا وبعد عهد أولئك، وثبوت أخبار معمري العرب في صحف أهل الاسلام وعند علمائهم. وقد اسلفت القول بان المنكر لتطاول الاعمار إنما هم طائفة (1) من المنجمين وجماعة من الملحدين، فاما أهل الكتب والملل فلا يختلفون في صحة ذلك وثبوته. فلو لم يكن من جملة المعمرين إلا من التنازع في طول عمره مرتفع، وهو سلمان الفارسي (2) رحمة الله عليه، وأكثر أهل العلم يقولون: بانه راى المسيح، وأدرك النبي صلوات الله عليه وآله، وعاش بعده، وكانت وفاته في وسط أيام عمر بن الخطاب (3)، وهو يومئذ القاضي بين المسلمين في ________________________________________ - الفي سنة وخسمائة سنة استتر منها عن قومه ستمائة سنة. وراجع: تاريخ الطبري 1: 194 - و 215، تاريخ اليعقوبي 1: 158، البحار (1) ع. ر: بان المنكر لتطاول الاعمار إنما طائفة. (2) هو أبو عبد الله سلمان الفارسي، وهذا اسمه بعد الاسلام، اما قبله، فقيل: ما به بن بوذخان بن مورسلان، وقيل: اسمه بهبود، ويلقب: سلمان الخير وسلمان المحمدي وسلمان ابن الاسلام، شهد الخندق - وهو الذي اشار بحفره - ولم يفته بعد الخندق مشهدا، توفي بالمدائن سنة 35 أو 37، أو 33، وقبره ظاهر معروف بقرب ايوان كسرى، وكان سلمان وصي وصي عيسى، وقرأ الكتابين، وما سجد قط لمطلع الشمس، وكان عطاؤه خمسة آلاف وكان إذا خرج تصدق به ويأكل من عمل يده. وأما عمره فمئتان وخمسون سنة فمما لا شك فيه، ولكن الاختلاف في الاكثر، فقيل ثلاثمائة، وقيل: ثلاثمائة وخمسون. تهذيب التهذيب 4: 137 رقم 233، اعيان الشيعة 7: 279 - 287، كمال الدين 1: 161، الكنى والالقاب 3: 150، تذكرة الخواص: 365. (3) أبو حفص عمر بن الخطاب، روى عن النبي وأبي بكر وأبي، روى عنه اولاده وغيرهم قتل سنة 23. - ________________________________________