[ 203 ] أريد لانسى ذكرها فكأنما * تمثل ليلى بكل سبيلى فقال له: ما هذا بشئ. وما له يرى أن ينسى ذكرها حتى تمثل له. فقلت أنا عندي حاجتك يا أمير المؤمنين. فقال. الحق بى. فقلت: ليس بى لحاق لان ليس ذلك في دابتي. فقال: احملوه على دابة. قلت: هذا أول الفتح. فحملت على دابة فلحقته قال ما عندك قلت قول الاخوص: إذا قلت أنى مشتف بلقائها * فحم التلاقي بيننا زادني سقم فقال: أحسنت حاجتك ؟ قلت: على دين. قال: اقضوا دينه فقضوا دينى. قال وذكر محمد بن عبدوس في " كتاب الوزراء ": حدث أحمد بن محمد ابن زياد قال الديان بن الصلت: كنت في خدمة الفضل بن سهل على ما كنت عليه من ثقته بى واستنابته، فدعاني في وقت من الاوقات إلى أن يضم إلى أربعة آلاف من الجند والساكرية ويقودنى عليهم ويجرينى مجرى قواده فامتنعت عليه من ذلك وأعلمته أنى لا أقوم بذلك ولا أصلح له ولا أمن أن أتقلد له ما يقع التقصير فيه فيسقط ذلك حالى عنده ومنزلتي لديه. فأنكر ذلك على أشد الانكار وعاودني فيه مرارا فلم أجبه إليه. فلما رأى إقامتى على الامتناع جفاني وأعرض عنى، وامتدت الآيام على هذا السبيل حتى أدى بى ذلك إلى الاختلال الشديد، الذى أضرني فدخل على غلامي يوما فأخبرني أنه لا نفقة عنده، ولا مقدرة له في احتيالها لامتناع التجار من اعطائه لتأخر مالهم عنهم، ولا علف لدوابنا ولا قوت لنا فأومأت إلى عمامة كانت عندي فأمرته ببيعها وصرف ثمنها فيما يحتاج إليه فباعها بثمانية عشر درهما وورد على في هذا اليوم كتاب وكيلى على أهلى بمدينة السلام يعلمنى ضيق الامر فيما يحتاج إليه من إقامته للعيال وأنه التمس من التجار ألفى درهم فلم يجيبوا إليها فعظم على ما ورد من ذلك وضاقت بى المذاهب فيه. فبينما أنا قاعد عشية يومى ذلك إذ أتانى رسول الفضل يأمرنى بحضور الدار والمقام فيها إلى وقت خروجه من عند المأمون فحضرتها بعد صلاة العتمة، وأقمت إلى ________________________________________