[ 193 ] كأنى واقف بين يدى المهدى وهو يسألنى عن حالى وأنا أشكو إليه ما نكبنى به الرشيد وأنهيت حالى إليه وأقول: ادع عليه يا أمير المؤمنين فكأنه يقول: اللهم أصلح ابني هارون. يكررها فكأني أقول له يا أمير المؤمنين: أشكو اليك ظلم هارون لى واسألك أن تدعو عليه فتدعو له. فقال لى: وما عليك إذا أصلحه الله لك وللكافة أن يبقى على حاله هو ذا أمضى إليه الساعة وآمره أن يرجع لك ويقضى دينك ويوليك جند دمشق فكأني أومى إليه بسبابتي وأقول له دمشق. دمشق استقلالا لها ؟ ! فكأنه يقول حركت مسبحتك استقلالا لدمشق انها رؤيا. وكيف قل حظك منها كان في العاقبة أجود لك. فانتبهت وأحضرت مؤدبا كان لى في أيام المهدى فسألته عن المسبحة فقال: كان عبد الله بن العباس يسمى السبابة بالمسبحة فما سبب سؤالك أيها الامير عنها ؟ فقصصت عليه الرؤيا وأمتنع النوم عنى، فأخذ يحدثنى وأنا جالس في فراشي إذ جاءني رسول الرشيد فارتعت له ارتياعا شديدا ولم أعبأ بالمنام، وخفت أن يكون يريدنى بسوء يوقعه بى فخفت وقلت أدافعه إلى أن تطلع الشمس ثم أدخل عليه نهارا فان كان أراد بى غيلة لم تتم. فتقاطرت رسله حتى أعجلوني عن الرأى واضطروني إلى الركوب في الحال فدخلت عليه وأنا شديد الجزع، وهو جالس في فراشه ينتحب فلما رأني قال سألتك بالله يا أخى هل رأيت الليلة في منامك شيئا ؟ قلت: نعم. الساعة رأيت المهدى فلما قلت له ازداد بكاؤه. ثم قال ويحك: بالله شكوتني إليه وسألته أن يدعو على. قلت كان ذلك، ولكنه قال: كذ، وكذا. وشرحت عليه ما قال. فقال: والله الساعة جاءني في منامي فقص على ما ذكرت. وقد وفى بعهده، والله لامتثلن أمره ولاصلن رحمى منك، كم دينك ؟ قلت: كذا. وكذا. فأمر بقضائه وقال: لا تبرح حتى أصلى وأعقد لك على دمشق. فانتظرت حتى وجبت الصلاة فاستدعاني فأظهر تكرمتي، وعقد لى لواء على دمشق، وأمر الناس فصاروا معى إلى منزلي فعاد جاهى وصلحت حالى * وقال: حدثنى أبو القاسم طلحة بن محمد الشاهد، قال: حدثنى أبو الحسين ________________________________________