[ 42 ] حدثنا محمد بن [ ي‍ ] زيد بن عبد الرحمن التيمى، عن الحسن بن الحسين الانصاري، عن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالسا ومعه أصحابه في المسجد فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة يسأل عما يعنيه، فطلع رجل طوال يشبه بر جال مضر، فتقدم فسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلس، فقال: يا رسول الله إنى سمعت الله عزوجل يقول فيما أنزل: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما هذا الحبل الذي أمرنا الله بالاعتصام به وألا نتفرق عنه، فأطرق رسول الله (صلى الله عليه وآله) مليا، ثم رفع رأسه وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: هذا حبل الله الذى من تمسك به عصم به في دنياه ولم يضل به في آخرته، فوثب الرجل إلى على (عليه السلام) فاحتضنه من وراء ظهره وهو يقول: اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله، ثم قام فولى وخرج، فقام رجل من الناس فقال: يا رسول الله ألحقه فأسأله أن يستغفر لي ؟ فقال رسول الله: إذا تجده موفقا (1)، فقال: فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر الله له، فقال له: أفهمت ما قال لى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما قلت له ؟ قال: نعم، قال: فإن كنت متمسكا بذلك الحبل يغفر الله لك وإلا فلا يغفر الله لك " (2). ولو لم يدلنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حبل الله الذي أمرنا الله عزوجل في كتابه بالاعتصام به وألا نتفرق عنه لاتسع للاعداء المعاندين التأول فيه والعدول بتأويله وصرفه إلى غير من عنى الله به ودل عليه رسوله (عليه السلام) عنادا وحسدا، لكنه قال (صلى الله عليه وآله) في خطبته المشهورة التي خطبها في مسجد الخيف في حجة الوداع: " إنى فرطكم (3) وإنكم واردون علي الحوض، حوضا عرضه مابين بصرى إلى ________________________________________ (1) في بعض نسخ الحديث " إذا تجده مرفقا ". (2) في بعض النسخ " والا فلا غفر الله لك ". (3) فرطكم - بفتح الفاء والراء - أي متقدمكم إليه، يقال: فرط يفرط فهو فارط وفرط - بفتح الراء - إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والارشية. (النهاية). ________________________________________