[ 5 ] مقدمة المحقق بسم الله الرحمن الرحيم الحقائق التاريخية هي منتهى آمال الباحثين ومطمع انظار المحققين، فمن خلال الدراسة والتحقيق يتم التعرف على مدى ثقافة وعظمة الامم السالفة لمعرفة وتثمين وتقصي النقاط الايجابية منها. بيد أن الدوافع المادية والنزعات القبلية لذوي النفوس الشريرة فرضت بأساليب مختلفة وطرق متباينة من ترغيب و ترهيب وتطميع وتعذيب لتدوين التاريخ المتداول ملائما لميولها ومنسجما مع أغراضها ومجانسا لمأربها ومشبعا لرغباتها، فلو كان التاريخ على حقيقته لكشف لنا الكثير من نتائج المعادلات المجهولة التي لو كانت لدينا لحصلنا واكتسبنا مزيدا مما نروم إليه في حياتنا العلمية وتعاملنا وتفاعلنا مع الحوادث والافراد والامم بالشكل الموضوعي الموصل بالمجتمع إلى الخير والسعادة والتقدم والازدهار وتجنبنا المزيد من عوامل التخلف والشقاء والتفرق، ومن البديهي - الغير القابل للجدل - أن يحاول المستبدون والجبابرة والمستعمرون بالاضافة إلى طمس المعالم الخلقية والظواهر الطيبة والبوادر الخيرة لاجل تمرير أحقادهم وتسييب شعوبهم وتحكيم موقعهم منطلقين من مبادئهم وآرائهم التي تمخضت عن تلكم النتائج البغيضة، فرغم توليد الاحقاد وتباعد الشعوب والافراد حرمان الاجيال القادمة من الارتواء من معرفة أسلافهم إلا النزر القليل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وأوضح مصداق واكبر برهان لما ________________________________________