[ 26 ] فدفع إليه دينارا واحدا، فأخذه ليشتري به لاهله ما يقوتهم وقد مضت لهم ثلاثة ايام لم يطعموا شيئا. فمر بالمقداد قاعدا في ظل جدار قد غارتا عيناه من الجوع. فقال له علي عليه السلام: يا مقداد ما أقعدك في هذه الظهيرة في ظل هذا الجدار. قال: يا أبا الحسن، أقول كما قال العبد الصالح لما تولى إلى الظل " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " (1). قال: مذ كم يا مقداد ؟ قال: مذ أربع، يا أبا الجسن. قال علي عليه السلام: فنحن مذ ثلاث وأنت مذ أربع، أنت أحق بالدينار. فأعطاه الدينار، ومضى علي عليه السلام إلى المسجد فصلى فيه الظهر والعصر والمغرب مع رسول الله صلى الله عليه وآله [ وكان ذلك اليوم صائما، فأتاه جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد يكون إفطارك الليلة عند علي وفاطمة عليهما السلام: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة المغرب أخد بيد علي ومشى معه إلى منزله ودخلا. فقالت فاطمة: واسوءتاه من رسول الله أما علم أبو الحسن أنه ليس في منزلنا شئ. ودخلت الي البيت، فصلت ركعتين، ثم قالت: اللهم إنك تعلم أن هذا محمد رسولك، وأن هذا صهره علي وليك، وأن هذين الحسن والحسين سبطانبيك، وأني فاطمة بنت نبيك، وقد نزل بي من الامر ما أنت أعلم به مني، اللهم فأنزل علينا ________________________________________ (1) القصص: 24. ________________________________________