[ 54 ] فمشى إليها أبو بكر بعد ذلك وشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنه. ب وحدثنا أبو زيد: حدثنا محمد بن حاتم قال: حدثنا الحرامي قال: حدثنا الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن ابن عباس، قال: مر بعلي وعنده ابن عباس بفناء داره فسلم، فسألاه: اين تريد ؟ فقال: مالي بينبع. قال علي: أفلا نصل جناحك ونقوم معك ؟ فقال: بلى، فقال لابن عباس: قم معه، قال فشبك أصابعه في أصابعي، ومضى حتى إذا خلفنا البقيع، قال: يا ابن عباس، أما والله ان كان صاحبك هذا أولى الناس بالأمر بعد وفاة رسول الله، إلا أنا خفناه على اثنتين، قال ابن عباس: فجاء بمنطق لم أحد بدا معه في مسألته عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين: ماهما ؟ قال: خشيناه على حداثة سنه، وحبه بني عبد المطلب. ب وحدثني أبو زيد، قال: حدثنا هارون بن عمر، باسناد رفعه الى ابن عباس رحمه الله تعالى، قال: تفرق الناس ليلة الجابية عن عمر فسار كل واحد مع إلفه، ثم صادفت عمر تلك الليلة في مسيرنا، فحادثته فشكى الي تخلف علي عنه، فقلت: ألم يعتذر اليك ؟ قال: بلى، فقلت: هو ما اعتذر به، قال: يا ابن عباس، إن أول من ريثكم عن هذا الأمر أبو بكر، ان قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة، والنبوة، قلت: لم ذاك يا أمير المؤمنين ألم تنلهم خيرا ؟ قال بلى ولكنهم لو فعلوا لكنتم عليهم جحفا. ب وأخبرنا أبو زيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدثنا علي بن هشام، مرفوعا الى عاصم بن عمرو بن قتادة، قال: لقي علي ________________________________________ (1) ابن أبي الحديد 2: 57. كفاية الطالب: 37. صحيح البخاري فرض الخمس. صحيح مسلم 2: 72. مسند احمد 1: 6. تاريخ الطبري 3: 2 2. سنن البيهقي 6: 3. ابن كثير 5: 285. تاريخ الخميس 2: 193. الغدير 7: 226. النص والاجتهاد: 82. مثالب النواصب 1: خ. (2) ابن أبي الحديد 2: 57. (3) الجابية: قرية من أعمال دمشق، ذكر ياقوت ان عمر خطب فيه خطبته المشهورة. معجم البلدان 2: 91. (4) ابن أبي الحديد 2: 57. وجحفا جحفا: أي فخرا فخرا وشرفا شرفا. ________________________________________