[348] فقال علي: ليس هذا اول يوم تظاهرتم فيه علينا، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون والله ما وليت عثمان الا ليرد الامر اليك، والله كل يوم في شأن فقال عبد الرحمن: يا علي ! لا تجعل على نفسك حجة وسبيلا، فخرج علي وهو يقول: سيبلغ الكتاب أجله. فقال المقداد: يا عبد الرحمن ! أما والله لقدتر كته وانه من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، فقال يا مقداد ! والله لقد اجتهدت للمسلمين. قال: ان كنت اردت الله فأثابك الله ثواب المحسنين، فقال المقداد: ما رأيت مثل ما أتى إلى اهل هذا البيت بعد نبيهم، اني لا عجب من قريش انهم تركوا رجلا ما أقول ولا أعلم أن رجلا أقضى بالعدل ولا اعلم منه، أما والله لو أجد أعوانا عليه ! فقال عبد الرحمن: يا مقداد: اتق الله، فاني خائف عليك الفتنة، فقال رجل للمقداد رحمك الله من أهل هذا البيت ومن هذا الرجل ؟ قال: اهل البيت بنو عبد المطلب والرجل علي بن أبي طالب. فقال علي: ان الناس ينظرون إلى قريش وقريش تنظر بينها فتقول: ان ولي عليكم بني هاشم لم تخرج منهم أبدا وما كانت في غيرهم تتداولوها بينكم " 1. وقال ابو الفداء " ثم دخلت سنة أربع وعشرين فيها عقب موت عمر اجتمع أهل الشورى وهم علي وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم، وكان قد شرط عمر أن يكون ابنه عبد الله شريكا في الرأي ولا يكون له حظ في الخلافة، وطال الامر بينهم وكان قد جعل لهم عمر مدة ثلاثة أيام وقال: لا يمضي اليوم الرابع الا ولكم امير وان اختلفتم فكونوا مع الذي معه عبد الرحمن. ________________________________________ 1) الكامل في التاريخ 3 / 35 ________________________________________