[298] مسدد عن عمر " (1). بل " عن الحسن قال قال عمر: وددت أني من الجنة حيث ارى أبا بكر. ش " (2). بل " عن ضبة بن محصن الغنوي قال: قلت لعمر بن الخطاب: أنت خير من أبي بكر. فبكى وقال: والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر عمر، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: أما ليلته فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هاربا من أهل مكة خرج ليلا، فتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا أبا بكر ؟ ما أعرف هذا من فعلك. فقال: يا رسول الله أذكر الرصد فاكون أمامك، واذكر الطلب فاكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك، لا آمن عليك. فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة على أطراف اصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما رآه أبو بكر قد حفيت رجلاه حمله على كاهله يشتد به حتى أتى به فم الغار فانزله. ثم قال: والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى ادخله، فان كان فيه شئ نزل بي قبلك فدخل فلم ير شيئا، فحمله فادخله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شئ يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقمه قدمه، فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والافاعي، وجعلت دموعه تنحدر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: يا أبا بكر لا نحزن ان الله معنا، فانزل الله سكينة طمأنينة لابي بكر. فهذه ليلته. وأما يومه فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فقال بعضهم: لا نصلي ولا نزكي، فاتيته ولا آلوه نصحا، فقلت: يا خليفة رسول ________________________________________ (1) كنز العمال 14 / 138. (2) كنز العمال 14 / 137. ________________________________________