[44] مات سنة تسع وأربعين ومائة، وكان ثقة ثبتا في الحديث " (1). 5 - ابن خلكان: " أبو محمد سليمان بن مهران، مولى بنى كاهل من ولد أسد المعروف بالاعمش الكوفي الامام المشهور، كان ثقة عالما فاضلا... روى عنه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج، وحفص بن غياث وخلق كثير من جلة العلماء، وكان لطيف الخلق مزاحا، جاءه [بعض] أصحاب الحديث يوما ليسمعوا عليه فخرج إليهم، وقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض الي منكم ما خرجت اليكم !... ويقال ان الامام أبا حنيفة رضي الله عنه عاده يوما في مرضه فطول القعود عنده فلما عزم على القيام قال له: ما كأني الا ثقلت عليك، فقال: والله انك لثقيل علي وأنت في بيتك. وقال أبو معاوية الضرير: بعث هشام بن عبد الملك إلى الاعمش أن أكتب لي مناقب عثمان ومساوئ علي. فأخذ الاعمش القرطاس وأدخلها في فم شاة فلاكتها، وقال لرسوله: قل له: هذا جوابك ! فقال له الرسول: انه قد آلى أن يقتلني ان لم آته بجوابك، وتحمل عليه باخوانه، فقالوا له: يا أبا محمد، نجه من القتل، فلما ألحوا عليه كتب له: " بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد يا أمير المؤمنين: فلو كانت لعثمان رضي الله عنه مناقب أهل الارض ما نفعتك، ولو كان لعلي رضى الله عنه مساوئ أهل الارض ما ضرتك، فعليك بخويصة نفسك. والسلام " !. قال زائدة بن قدامة: تبعت الاعمش يوما فأتى المقابر فدخل في قبر محفور فاضطجع فيه، ثم خرج منه وهو ينفض التراب عن رأسه ويقول: واضيق ________________________________________ (1) الكمال - مخطوط. ________________________________________