[346] والنواصب، وهو بشارة لمن أحب أهل بيته، وأنه يرد الحوض ويشرب منه فلا يظمأ أبدا، والظمأ هو عنوان دوام العطش وحرمان دخول جنة المأوى، وأما الثقلان فأحدهما كتاب الله عزوجل، والاخر عترة النبي وأهل بيته عليهم السلام، وهما أجل الوسائل وأكرم الشفعاء عند الله عزوجل " 1. ولا يخفى أن هذا الحديث قسم من حديث " الرايات الخمس " وقد روي بتمامه عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الباب التاسع والستين بعد المائة من كتاب (اليقين) لكن الحافظ الكنجي - أو غيره من مشايخ الحديث من أهل السنة - اختصره، فرواه بهذا السياق الوجيز. لكنه - مع ذلك - يكفي لظهور الحق وزهوق الباطل، ولا يبقى بعده شك في وجوب متابعة أهل البيت عليهم السلام في جميع الامور ومن جميع الجهات وثبوت امامتهم العامة وخلافتهم المطلقة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن العاقبة لمن قال بذلك دون غيرهم. (قال الميلاني): هذا آخر الكلام في اثبات امامة أمير المؤمنين عليه السلام أما البشارة فلمن آمن بالله عزوجل ورسوله وأحب أهل بيته، وأما النذارة فلمن كفر بالله ورسوله وأبغض أهل بيته وقال ما لا يليق بهم، ورأى الخوارج ________________________________________ 1) وممن رواه: الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 131 والمناوي في كنوز الحقائق 188 والحاكم في المستدرك وفيه: أخرجه ابن أبي شيبة ورجاله ثقاة وابن عبد البر في الاستيعاب 2 / 457. كذا في هامش كفاية الطالب ط النجف الاشرف. ________________________________________