[686] قد بعثت إليك المختار ومن ارتضيته لنفسي، وقد أمرته بقتال عدوي، والطلب بدماء أهل بيتي فامض معه بنفسك وعشيرتك، وتمام الكتاب بما يرغب إبراهيم في ذلك. فلما قرأ الكتاب قال: ما زال يكتب إلي اسمه واسم أبيه فما باله ويقول في هذا الكتاب المهدي ؟ قال المختار: ذاك زمان، قال إبراهيم: من يعلم أن هذا كتاب ابن الحنفية إلي ؟ قال يزيد بن أنس وأحمر بن سقيط و عبد الله بن كامل وغيرهم: نحن نعلم ونشهد أنه كتاب محمد إليك، قال الشعبي: إلا أنا وأبي لا نعلم، وعند ذلك تأخر إبراهيم عن صدر الفراش وأجلس المختار عليه، وقال: ابسط يدك فبسط يده فبايعه، ودعا بفاكهة وشراب من عسل فأصبنا منه فأخرجنا معنا إبراهيم إلى أن دخل المختار داره. فلما رجع أخذ بيدي قال: يا شعبي علمت أنك لا تشهد ولا أبوك أفترى هؤلاء شهداء على حق ؟ قلت: شهدوا على ما رأيت وفيهم سادة القراء ومشيخة المصر و فرسان العرب، وما يقول مثل هؤلاء إلا حقا. وكان إبراهيم - رحمه الله - ظاهر الشجاعة، واري زناد الشهامة، نافذ حد الصرامة، مشمرا في محبة أهل البيت عن ساقيه، متلقيا راية النصح لهم بكلتا يديه، فجمع عشيرته وإخوانه وأهل مودته وأعوانه، وكان يتردد بهم إلى المختار عامة الليل، و معه حميد بن مسلم الازدي 1 حتى تصوب النجوم، وتنقض 2 الرجوم، وأجمع رأيهم أن يخرجوا يوم الخميس لاربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ست وستين، و كان إياس بن مضارب صاحب شرطة عبد الله بن مطيع أمير الكوفة، فقال له: إن المختار خارج عليك لا محالة، فخذ حذرك، ثم خرج إياس مع الحرس، وبعث ولده راشدا إلى الكناسة، وجاء هو إلى السوق وأنفذ 3 ابن مطيع إلى الجبانات من شحنها بالرجال يحرسها من أهل الربية. وخرج إبراهيم بعد المغرب إلى المختار ومعه جماعة عليهم الدروع وفوقها الاقبية 4 وقد أحاط الشرط بالسوق والقصر، لقي إياس بن مضارب أصحاب إبراهيم ________________________________________ 1 - الازود / خ. 2 - وتنقص / خ. 3 - انفد / خ. 4 - الاقية / خ. ________________________________________