[9] عبادك في بلادك حتى ظنوا أنك أمهلتهم أبدا وهذا كله بعينك، لا يغالب قضاؤك ولا يرد المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنى شئت، وأنت أعلم به منا. قال: ثم دعا (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنه محمدا (عليه السلام) فقال: يا بني، قال: لبيك يا سيدي قال: إذا كان غدا فاغد إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخذ معك الخيط الذي انزل مع جبرئيل على جدنا (صلى الله عليه وآله وسلم) فحركه تحريكا لينا ولا تحركه شديدا، الله الله فيهلك الناس كلهم. قال جابر: فبقيت متفكرا متعجبا من قوله فما أدرى ما أقول لمولاي (عليه السلام) فغدوت إلى محمد (عليه السلام) وقد بقي علي ليل حرصا أن أنظر إلى الخيط وتحريكه فبينما أنا على دابتي إذ خرج الامام (عليه السلام) فقمت وسلمت عليه فرد علي السلام، و قال: ما غدا بك فلم تكن تأتينا في هذا الوقت ؟ فقلت: يا بن رسول الله سمعت أباك (صلى الله عليه وآله) يقول بالامس: خذ الخيط وسر إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحركه تحريكا لينا ولا تحركه تحريكا شديدا فتهلك الناس كلهم، فقال: يا جابر لولا الوقت المعلوم والاجل المحتوم والقدر المقدور لخسفت والله بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين لا بل في لحظة لا بل في لمحة ولكننا عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. قال: قلت له: يا سيدي ولم تفعل هذا بهم ؟ قال: ما حضرت أبي بالامس و الشيعة (1) يشكون إليه ما يلقون من الناصبية الملاعين والقدرية المقصرين ؟ فقلت: بلى يا سيدي قال: فاني ارعبهم وكنت احب أن يهلك طائفة منهم ويطهر الله منهم البلاد ويريح العباد، قلت: يا سيدي فكيف ترعبهم وهم أكثر من أن يحصوا ؟ قال امض بنا إلى المسجد لاريك قدرة الله تعالى. قال جابر: فمضيت معه إلى المسجد فصلى ركعتين ثم وضع خده في التراب و كلم بكلمات ثم رفع رأسه وأخرج من كمه خيطا دقيقا يفوح منه رائحة المسك وكان ________________________________________ (1) لعل جابر مع جماعة من الشيعة شكى إلى على بن الحسين (عليه السلام) فلا ينافى صدر الخبر. ________________________________________