[ 10 ] عليهم فكأنه عينه، وكذا واللسان فإنه لما كان يخاطب الناس من قبل الله ويعبر عنه في بريته فكأنه لسانه. 19 - شى: عن أبي معمر السعدي (1) قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله: ولا ينظر إليهم ": يعني لا ينظر إليهم بخير لمن لا يرحمهم، وقد يقول العرب للرجل السيد أو للملك: لا تنظر إلينا يعني أنك لا تصيبنا بخير وذلك النظر من الله إلى خلقه. 20 - يد، ن: ابن عصام، عن الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن علي بن سيف، عن محمد بن عبيدة قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل لا بليس: " ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي " قال: يعنى بقدرتي وقوتي. قال الصدوق رحمه الله: سمعت بعض مشايخ الشيعة بنيسابور يذكر في هذه الآية أن الائمة عليهم السلام كانوا يقفون على قوله: " ما منعك أن تسجد لما خلقت " ثم يبتدؤون بقوله: " بيدي استكبرت أم كنت من العالمين " قال: وهذا مثل قول القائل: بسيفي تقاتلني و بر محي تطاعنني، كأنه يقول: بنعمتي عليك وإحساني إليك قويت على الاستكبار و العصيان. بيان: ما ورد في الخبر أظهر ما قيل في تفسير هذه الآية، ويمكن أن يقال في توجيه التشبيه: إنها لبيان أن في خلقه كمال القدرة، أو أن له روحا وبدنا أحدهما من عالم الخلق والآخر من عالم الامر، أو لانه مصدر لافعال ملكية، ومنشأ لافعال بهيمية، والثانية كأنها أثر الشمال، وكلتايديه يمين، وأما حمل اليد على القدرة فهو شائع في كلام العرب، تقول: مالي لهذا الامر من يدأي قوة وطاقة، وقال تعالى: " أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح ". وقد ذكر في الآية وجوه اخر: أحدها أن اليد عبارة عن النعمة، يقال: أيادي فلان في حق فلان ظاهرة، والمراد باليدين النعم الظاهرة والباطنة أو نعم الدين والدنيا. ________________________________________ (1) يحتمل قويا أن يكون هو عبد الله بن سنجر الازدي الذي عده الشيخ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وحكى عن ابن حجر أنه قال: عبد الله بن سنجر - بفتح الهملة وسكون المعجمة وفتح الموحدة - الازدي، أبو معمر الكوفي ثقة من الثانية. ________________________________________