[ 339 ] في وجه آخر هو العلم، وسئل عن الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل الرحمن على العرش استوى فقال: استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ انتهى. وإنما بسطنا الكلام في هذا المقام لصعوبة فهم تلك الاخبار على أكثر الافهام. اقول: قد مرت الاخبار المناسبة لهذا الباب في باب إثبات الصانع، وباب نفي الجسم والصورة، وسيأتي في باب احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على النصارى، وباب العرش والكرسي، وباب جوامع التوحيد. إلى هنا تم الجزء الثالث من كتاب بحار الانوار من هذه الطبعة المزدانة بتعاليق نفيسة قيمة وفوائد جمة ثمينة، ويساوي هذا المجلد مع 104 صفحة من ثاني أجزاء الطبع رحمانيته توجب استواء نسبته إيجادا وحفظا وتربية وعلما إلى الجميع بخلاف الرحيمية فإنها تقتضي إفاضة الهدايات الخاصة على المؤمنين فقط، وكذا كثير من أسمائه الحسنى تخص جماعة كما سيأتي تحقيقها. ويؤيد بعض الوجوه التي ذكرنا ما ذكره الصدوق رحمه الله في كتاب العقائد حيث قال: اعتقادنا في العرش أنه جملة جميع الخلق، والعرش ________________________________________ (1) قال الشيخ الطوسى قدس سره في كتابه التبيان ذيل قوله تعالى: " ثم استوى على العرش " في سورة يونس: قيل: إن العرش المذكور ههنا هو السماوات والارض، لانهن من بنائه، والعرش: البناء، ومنه قوله: " يعرشون " أي يبنون، وأما العرش المعظم الذى تعبد الله الملائكة بالحفوف به والاعظام له وعناه بقوله: " الذين يحملون العرش ومن حوله " فهو غير هذا. ________________________________________