[ 312 ] فقد هلك وأهلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد من نقص أو زيادة، أو تحريك أو تحرك، أو زوال أو استنزال، أو نهوض أو قعود فإن الله عزوجل عن صفة الواصفين و نعت الناعتين وتوهم المتوهمين. يد: الدقاق: عن الاسدي، عن البرمكي، عن علي بن عياش، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر الجعفري مثله. وزاد في آخره: وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. بيان: إنما منظره أي نظره وعلمه وإحاطته، بأن يكون مصدرا ميميا، أو ما ينظر إليه في القرب والبعد منه سواء في أي لا يختلف اطلاعه على الاشياء بالقرب والبعد لان القرب والبعد إنما يجريان في المكاني بالنسبة إلى المكان، وهو سبحانه متعال عن المكان. والطول: الفضل والانعام. قوله: فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أي النزول المكاني إنما يتصور في المتحيز، وكل متحيز موصوف بالتقدر، وكل متقدر متصف بالنقص عما هو أزيد منه، وبالزيادة على ما هو أنقص منه، أو يكون في نفسه قابلا للزيادة والنقصان، والوجوب الذاتي ينافي ذلك، لاستلزامه التجزي والانقسام المستلزمين للامكان، وأيضا كل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به لان المتحرك إما جسم أو متعلق بالجسم، والجسم المتحرك لابد له من محرك لانه ليس يتحرك بجسميته، والمتعلق بالجسم لابد له في تحركه من جسم يتحرك به، وهو سبحانه منزه عن الاحتياج إلى المتحرك، وعن التغير بمغير، وعن التعلق بجسم يتحرك به، ويحتمل أن يكون المراد بالاول الحركة القسرية، وبالثاني ما يشمل الا راية والطبيعية، بأن يكون المراد بقوله: من يتحرك به ما يتحرك به من طبيعة أو نفس. وقوله: من أن تقفوا من وقف يقف أي أن تقوموا في الوصف له وتوصيفه على حد فتحدونه بنقص أو زيادة، ويحتمل أن يكون من قفا يقفو أي أن تتبعوا له في البحث عن صفاته تتبعا على حد تحدونه بنقص أو زيادة. وقوله: حين تقوم أي إلى التهجد أو إلى الخيرات أو إلى الامور كلها، وتقلبك في الساجدين أي ترددك وحركاتك فيما بين المصلين بالقيام والعقود والركوع والسجود. ________________________________________