[509] رسول الله، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ فأذن له، فقال: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار يوم النار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا سوادة بن قيس أتعفو أم تقتص ؟ فقال: بل أعفو يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): اللهم اعف عن سوادة ابن قيس، كما عفى عن نبيك محمد ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل بيت ام سلمة و هو يقول: رب سلم امة محمد من النار، ويسر عليهم الحساب، فقالت ام سلمة: يا رسول الله مالي أراك معموما متغير اللون ؟ فقال: نعيت إلى نفسي هذه الساعة فسلام لك في الدنيا، فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا، فقالت ام سلمة: واحزناه، حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمداه، ثم قال (عليه السلام): ادع لي حبيبة قلبي وقرة عيني فاطمة، تجيئ (1)، فجاءت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول: نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه، ألا تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا، وارى عساكر الموت تغشاك شديدا، فقال لها: يا بنية إني مفارقك، فسلام عليك مني، قالت: يا أبتاه فأين الملتقى يوم القيامة ؟ قال: عند الحساب، قالت: فإن لم ألقك عند الحساب ؟ قال: عند الشفاعة لامتي، قالت: فإن لم ألقك عند الشفاعة لامتك ؟ قال: عند الصراط، جبرئيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، والملائكة من خلفي وقدامي، ينادون: رب سلم امة محمد من النار، و يسر عليهم الحساب، قالت فاطمة (عليها السلام): فأين والدتي خديجة ؟ قال: في قصر له اربعة أبواب إلى الجنة، ثم اغمي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل بلال وهو يقول: الصلاة رحمك الله، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصلى بالناس و خفف الصلاة، قال: ادعوا لي علي بن أبي طالب واسامة بن زيد (2)، فجاءا فوضع (عليه السلام) يده على عاتق علي، والاخرى على اسامة، ثم قال: انطلقا بي إلى فاطمة، فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين (عليهما السلام) يبكيان ويصطرخان وهما يقولان: أنفسنا لنفسك الفداء، ووجوهنا لوجهك الوقاء، فقال ________________________________________ (1) ثم اغمى عليه خ ل. (2) لا يخلو من وهم، لان اسامة كان قد خرج عن المدينة وعسكر في خارجه للقتال. ________________________________________