[59] " زيد بن حارثة أمير الناس، فإن قتل زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن اصيب جعفر فعبدالله بن رواحة، فان اصيب ابن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم " فقال النعمان بن مهض: يا أبا القاسم إن كنت نبيا فسيصاب من سميت قليلا كانوا أو كثيرا، إن الانبياء في بني إسرائيل كانوا إذا استعملوا الرجل على القوم ثم قالوا: إن اصيب فلان، فلو سمى مائة اصيبوا جميعا، ثم جعل اليهودي يقول لزيد بن حارثة: اعهد فلا ترجع إلى محمد أبدا إن كان نبيا، قال: زيد: أشهد أنه نبي صادق، فلما أجمعوا المسير وعقد رسول الله صلى الله عليه واله لهم اللواء بيده دفعه إلى زيد بن حارثة، وهو لواء أبيض، ومشى الناس إلى امراء رسول الله صلى الله عليه واله يودعونهم ويدعون لهم وكانوا ثلاثة آلاف فلما ساروا في معسكرهم ناداهم المسلمون: دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين (1). قلت: اتفق المحدثون على أن زيد بن حارثة هو كان الامير الاول، و أنكرت الشيعة وقالوا: كان جعفر بن أبي طالب هو الامير الاول، فإن قتل فزيد ابن حارثة، فان قتل فعبدالله، ورووا في ذلك روايات. وروى الواقدي باسناده عن زيد بن أرقم (2) أن رسول الله صلى الله عليه واله خطبهم فأوصاهم فقال: " أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا، اغزوا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث، فأيتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم، و اكفف عنهم: ادعهم إلى الدخول في الاسلام فان فعلوه فاقبل واكفف، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين فإن فعلوا فأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين وإن دخلوا في الاسلام واختاروا دارهم فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله، ولا يكون لهم في الفئ ولا في الغنيمة شئ إلا أن ________________________________________ (1) في المصدر: صالحين سالمين غانمين. (2) في المصدر: قال الواقدي: فحدثني ابن ابى سبرة، عن اسحاق بن عبد الله بن ابى طلحة عن رافع بن اسحاق، عن زيد بن ارقم. ________________________________________