[ 340 ] قال الواقدي وابن إسحاق: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله كفا من البطحاء فرماهم بها، وقال: " شاهت الوجوه، اللهم ارعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم " فانهزم المشركون لا يلوون على شئ والمسلمون يتبعونهم يقتلون ويأسرون. قال الواقدي: وحدثني عمر بن عثمان، عن عكاشة بن محصن قال: انقطع سيفي يوم بدر فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله عودا هو سيف أبيض طويل فقاتلت به حتى هزم الله المشركين. ولم يزل ذلك السيف عند عكاشة حتى هلك. قال: وقد روى رجال من بني عبد الاشهل عدة قالوا: انكسر سيف سلمة بن أسهل (1) بن جريش يوم بدر فبقي أعزل (2) لا سلاح معه، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله قضيبا كان في يده من عراجين ابن طاب (3)، فقال: اضرب به، فإذا سيف جيد: فلم يزل عنده حتى قتل يوم جسر أبي عبيد (4). قال الواقدي: وأصاب حارثة بن سراقة وهو يكرع في الحوض سهم من المشركين فوقع في نحره فمات، فلقد شرب القوم آخر النهار من دمه، وبلغ امه واخته وهما بالمدينة مقتله، فقالت أمه: والله لا أبكي عليه حتى يقدم رسول الله صلى الله عليه وآله، فأسأله فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإن كان في النار بكيته ________________________________________ (1) في المصدر: سلمة بن اشهل بن جريش. وفى اسد الغابة. سلمة بن أسلم بن حريش ابن عدى بن مخدعة بن حارث بن الحارث بن الخزرج الانصاري الاوسي يكنى ابا سعد. كان حليفا لبنى عبد الاشهل. (2) الاعزل: من لا سلاح معه. (3) ابن طاب: نوع من انواع تمر المدينة منسوب إلى ابن طاب رجل من أهلها، يقال: عذق ابن طاب، ورطب ابن طاب، وتمر ابن طاب. (4) في المصدر: أبى عبيدة، وهو مصحف، والرجل هو أبو عبيد بن مسعود الثقفى والد المختار بن أبى عبيد، ويوم الجسر هو يوم قس الناطف ويقال له أيضا: يوم المروحة، وفى ذلك اليوم وقعة بين المسلمين والفرس قرب الحيرة، وذلك في سنة 13 للهجرة في خلافة عمر بن الخطاب، وقتل يومئذ أبى عبيد. وقس الناطف: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي، والمروحة: موضع بشاطئ الفرات الغربي. ________________________________________