[ 24 ] النبي صلى الله عليه وآله فيقولون: السام عليك، والسام: الموت، وهم يوهمونه أنهم يقولون: السلام عليك، وكان النبي صلى الله عليه وآله يرد على من قال ذلك ويقول: وعليك " ويقولون في أنفسهم " أي يقول بعضهم لبعض " لولا يعذبنا الله بما نقول " أي لو كان هذا نبيا فهلا يعذبنا الله ولا يستجيب له فينا قوله: عليكم (1) " حسبهم " أي كافيهم " جهنم يصلونها " يوم القيامة ويحترقون فيها " فبئس المصير " أي فبئس المرجع والمال جهنم " وتناجوا بالبر والتقوى " أي بأفعال الخير والطاعة واتقاء معاصي (2) الله " إنما النجوى من الشيطان " يعني نجوى المنافقين والكفار " ليحزن الذين آمنوا " بتوهمهم أنها في نكبة أصابتهم " وليس " الشيطان أو التناجي " بضارهم، أي المؤمنين (3) " شيئا إلا باذن الله " أي بعلم الله، و قيل: بأمر الله، لان سببه بأمره وهو الجهاد " إذا قيل لكم تفسحوا " قال قتاده: كانوا يتنافسون في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله، فإذا رأوا من جاءهم مقبلا ضنوا بمجالسهم عند رسول الله، فأمرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض، وقال المقاتلان: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الصفة، وفي المكان ضيق، وذلك يوم الجمعة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكرم أهل بدر من المهاجرين، والانصار، فجاء أناس من أهل بدر وفيهم ثابت بن قيس بن شماس، وقد سبقوا في المجلس فقاموا حيال النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فرد عليهم النبي صلى الله عليه وآله، ثم سلموا على القوم بعد ذلك فردوا عليهم، فقاموا على أرجلهم ينظرون إلى القوم فلم يفسحوا لهم (4)، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وآله فقال لمن حوله من المهاجرين والانصار من غير أهل بدر: قم يا فلان، قم يا فلان بقدر النفر الذين كانوا بين يديه من أهل بدر، فشق ذلك على من أقيم من مجلسه، وعرف الكراهية في وجوههم، وقال المنافقون للمسلمين: ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس، فوالله ما عدل على هؤلاء، إن ________________________________________ (1) في المصدر: وعليكم يعني السام وهو الموت، فقال سبحانه. (2) في المصدر: والطاعة والخوف من عذاب الله واتقاء معاصي الله. (3) المنقول هنا من قوله: (ليحزن) إلى هنا يخالف المصدر، نعم يوافق ما في البيضاوي، والظاهر أنه وهم في النسبة. (4) في المصدر: ينتظرون أن يوسع لهم فلم يفسحوا لهم. [ * ] ________________________________________