[ 18 ] له حقيقة، أو للرسول فإنه المقصود بالذكر " أن تصيبهم فتنة " محنة في الدنيا " أو يصيبهم عذاب أليم " في الآخرة (1) وقال في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم " أي إلا وقت أن يؤذن لكم، أو إلا مأذونا لكم " إلى طعام " متعلق بيؤذن، لانه متضمن معنى يدعى، للاشعار بأنه لا يحسن الدخول على الطعام من غير دعوة وإن أذن كما أشعر به قوله: " غير ناظرين إناه " غير منتظرين وقته، أو إدراكه حال (2) من فاعل (لا تدخلوا) أو المجرور في (لكم) وقرء بالجر صفة لطعام " ولكن إذا دعيتم فادخلوا وإذا طعمتم فانتشروا " تفرقوا ولا تمكثوا، والآية خطاب لقوم كانوا يتحينون طعام رسول الله صلى الله عليه وآله فيدخلون ويقعدون منتظرين لادراكه مخصوصة بهم وبأمثالهم، وإلا لما جاز لاحد أن يدخل بيوته بالاذن لغير الطعام، ولا اللبث بعد الطعام لمهم " ولا مستأنسين لحديث " بعضكم (3) بعضا، أو لحديث أهل البيت بالتسمع له " إن ذلكم " اللبث " كان يؤذي النبي " لتضييق المنزل عليه وعلى أهله، واشتغاله في ما لا يعنيه " فيستحيي منكم " من إخراجكم بقوله: " والله لا يستحيي من الحق " يعني إن إخراجكم حق فينبغي أن لا يترك حياء، كما لم يتركه الله ترك الحيي فأمركم بالخروج " وإذا سألتموهن متاعا " شيئا ينتفع به " فاسألوهن " المتاع " من وراء حجاب " ستر " ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " من الخواطر الشيطانية " وما كان لكم " وما صح لكم أن " تؤذوا رسول الله " أن تفعلوا ما يكرهه " ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " من بعد وفاته أو فراقه " إن ذلكم " يعني إيذاؤه ونكاح نسائه " كان عند الله عظيما " ذنبا عظيما (4) " إن تبدوا شيئا " لنكاحهن على ألسنتكم " أو تخفوه " في صدوركم " فإن الله كان بكل شئ عليما " فيعلم ذلك فيجازيكم به " لا جناح عليهن في آبائهن ________________________________________ (1) أنوار التنزيل 2: 153 و 154. (2) في المصدر: وهو حال. (3) في المصدر: لحديث بعضكم بعضا. (4) في المصدر: بعد قوله عظيما: وفيه تعظيم من الله لرسوله وإيجاب لحرمته حيا وميتا، ولذلك بالغ في الوعيد عليه: فقال " إن تبدوا شيئا " كنكاحهن على السنتكم. [ * ] ________________________________________