[ 3 ] بعضهم بعضا "، وأن ينصحوا لقومهم (ومنك) يا محمد، وإنما قدمه لفضله وشرفه (ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) خص هؤلاء لانهم أصحاب الشرائع (وأخذنا منهم ميثاقا " غليظا ") أي عهدا " شديدا " على الوفاء بما حملوا من أعباء الرسالة، وتبليغ الشرائع، وقيل: على أن يعلنوا أن محمدا " رسول الله، ويعلن محمد أن لانبي بعده (ليسأل الصادقين عن صدقهم) قيل: معناه: إنما فعل ذلك ليسأل الانبياء والمرسلين ما الذي جاءت به اممكم (1) وقيل: ليسأل الصادقين في توحيد الله وعدله والشرائع (عن صدقهم) أي عما كانوا يقولونه فيه تعالى، فيقال لهم: هل ظلم الله أحدا " ؟ هل جازى كل إنسان بفعله ؟ هل عذب بغير ذنب ؟ ونحو ذلك، فيقولون: نعم عدل في حكمه، وجازى كلا بفعله، وقيل: معناه: ليسأل الصادقين في أقوالهم عن صدقهم في أفعالهم، وقيل: ليسأل الصادقين ماذا قصدتم بصدقكم ؟ وجه الله أو غيره ؟ (2) أقول: سيأتي تفسير سائر الآيات، وسنورد الاخبار المتضمنة لتأويلها في هذا الباب وغيره. 1 - فس: محمد بن الوليد، عن محمد بن الفرات، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (الذي يراك حين تقوم) في النبوة (وتقلبك في الساجدين) قال: في أصلاب النبيين. (3) 2 - كنز: محمد بن العباس، عن الحسين بن هارون، عن علي بن مهزيار، عن أخيه عن ابن أسباط، عن عبد الرحمن بن حماد، عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل: (وتقلبك في الساجدين) قال: يرى تقلبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم عليه السلام. (4) 3 - ير: بعض أصحابنا، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن علي بن معمر عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (هذا نذير من النذر الاولى) ________________________________________ (1) في المصدر: ما الذى أجاب به اممكم ؟ وهو الصواب. (2) مجمع البيان 8: 339. (3) تفسير القمى: 474. (4) مخطوط ________________________________________