[ 439 ] أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام إن بني إسرائيل بعد موسى عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله وعتوا عن أمر ربهم، وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه، وروي أنه أرميا النبي، فسلط الله عليهم جالوت وهو من القبط فاذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأخذ أموالهم واستعبد نساءهم، ففزعوا إلى نبيهم وقالوا: سل الله أن يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت، والملك والسلطان في بيت آخر، لم يجمع الله لهم النبوة والملك في بيت واحد، فمن ذلك قالوا: (1) " ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله " فقال لهم نبيهم: " هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وأبنائنا " وكان كما قال الله تبارك وتعالى: " فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم " (2) فقال لهم نبيهم: " إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا " فغضبوا من ذلك وقالوا: " أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال " وكانت النبوة في ولد لاوي، والملك في ولد يوسف، وكان طالوت من ولد ابن يامين (3) أخي يوسف لامه، لم يكن من بيت النبوة، ولا من بيت المملكة، فقال لهم نبيهم: " إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم " وكان أعظمهم جسما وكان شجاعا قويا وكان أعلمهم إلا أنه كان فقيرا فعابوه بالفقر، فقالوا: " لم يؤت سعة من المال " فقال لهم نبيهم: " إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة " وكان التابوت الذي أنزله الله على موسى فوضعته فيه امه وألقته في اليم، فكان في بني إسرائيل بتبركون به، (4) فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الالواح ودرعه وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات، فلم يزل ________________________________________ (1) في المصدر: فمن ذلك قالوا لنبى لهم: " ابعث اه‍ ". (2) قد ذكر في المصدر تتمة الاية وهى: " والله عليم بالظالمين ". (3) هكذا في النسخ والمصدر، وهو مصحف بنيامين، وفى المصدر: أخو يوسف لامه و أبيه، وتقدم الخلاف في ذلك في باب قصص يوسف عليه السلام. (4) في المصدر: وكان في بنى اسرائيل معظما يتبركون به. ________________________________________