[ 384 ] عامة يومنا حتى انتهينا إلى بيت كهيئة الازج، (1) فإذا فيه شيخ مسجى، (2) وإذا عند رأسه كتابة فقرأتها فإذا: أنا حسان بن سنان الاوزاعي رسول شعيب النبي عليه السلام إلى أهل هذه البلاد، دعوتهم إلي الايمان بالله فكذبوني وحبسوني في هذا الحفير إلى أن يبعثني الله واخاصمهم يوم القيامة. (3) وذكروا أن سليمان بن عبد الملك مر بوادي القرى فأمر ببئر يحفر فيه ففعلوا فانتهى إلى صخرة فاستخرجت فإذا تحتها رجل عليه قميصان، واضع يده على رأسه، فجذبت يده فمج مكانها بدم، ثم تركت فرجعت إلى مكانها فرقأ الدم، (4) فإذا معه كتاب فيه: أنا الحارث بن شعيب الغساني رسول شعيب إلى أهل مدين فكذبوني و قتلوني، (5) 9 - ص: بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى وهب قال: إن شعيبا النبي وأيوب صلوات الله عليهما وبلعم بن باعوراء كانوا من ولد رهط، آمنوا لابراهيم يوم احرق فنجا وهاجروا معه إلى الشام، فزوجهم بنات لوط، فكل نبي كان قبل بني إسرائيل وبعد إبراهيم عليه السلام من نسل اولئك الرهط، فبعث الله شعيبا إلى أهل مدين ولم يكونوا فصيلة شعيب ولا قبيلته التي كان منها، ولكنهم كانوا امة من الامم بعث إليهم شعيب، وكان عليهم ملك جبار، ولا يطيقه أحد من ملوك عصره، وكانوا ينقصون المكيال والميزان، ويبخسون الناس أشياءهم مع كفرهم بالله، وتكذيبهم لنبيه وعتوهم، وكانوا يستوفون إذا اكتالوا لانفهسم أو وزنوا له، فكانوا في سعة من العيش، فأمرهم الملك باحتكار الطعام ونقص مكائيلهم وموازينهم، ووعظهم شعيب فأرسل إليه الملك: ما تقول فيما صنعت ؟ أراض أنت أم ساخط ؟ فقال شعيب: أوحى الله تعالى إلي أن الملك إذا صنع مثل ما صنعت يقال له: ملك فاجر، ________________________________________ (1) الازج: البيت يبنى طولا. (2) سجى الميت: مد عليه ثوبا. (3 و 5) كنز الفوائد: 179 - 180. م (4) أي وانقطع وجف. ________________________________________