[153] العقول لم ين وسع قريحته في حمل أعبائه، وما أفرغت على قلبه من عويصات هي متيمات الفحول لم يعي وجد شكيمته بأخذ أضنائه، ولقد ناه بنيل ما تاهت في مهامه سبله المدارك، وما فاه إلا بما أماهه العقل الصريح الحائر بالمسالك والمعارك. وقد قرء على فيما قد قرء في العلوم العقلية من تصانيف الشركاء الذين سبقونا برياسة الصناعة قراءة يعبا بها لا قرائة لا يؤبه لها، الفن الثالث عشر من كتاب الشفاء وهو الالهي منه أعني حكمة ما فوق الطبيعة، وهو اليوم مشتغل بقراءة فن قاطيغورياس منه، وأخذ سماعا فيمن يقرأ ويسمع النمطين الاول والثالث من كتاب الاشارات والتنبيهات للشيخ الرئيس ضوعف قدره، وشرحه لخاتم المحققين نور سره، ومن كتبي وصحفي كتاب الافق المبين الذي هو دستور الحق وفرجار اليقين، وكتاب الايماضات والشريقات الذي هو الصحيفة الملكوتية، وكتاب التقديسات الذي فيه في سبيل التمجيد والتوحيد آيات بينات كل ذلك قراءة فاحصة، واستفادة باحثة. وفي العلوم الشرعية كتاب الطهارة من كتاب قواعد الاحكام لشيخنا العلامة جمال الملة والدين الحلي وشرحه لجدي الامام المحقق القمقام أعلى الله مقامهما، وطرفا من الكشاف للامام العلامة الزمخشري، وحاشيته الشريفة الشريفية وهو مشتغل هذه الاوان بقواعد شيخنا المحقق الشهيد قدس الله لطيفه وإني أجزت له أن يروى عني جميع ذلك لمن شاء وأحب متحفظا محتاطا محافظا على مراعاة الشرايط المعتبرة عند أرباب الدراية والرواية. واوصيه أولا بتقوى الله سبحانه وخشيته في السر والعلن، إن تقوى القلب أعظم مقاليد تأهب السر لاصطباب الفيوض الالهية، والاستضاءة بالانوار العقلية القدسية. وليكن مستديما لا ستذكار قول مولانا الصادق جعفر بن محمد الباقر عليه السلام " استحي من الله بقدر قربه منك، وخفه بقدر قدرته عليك " مواظبا على الالظاظ بالادعية والاذكار والاكثار من تلاوة القرآن الكريم، ولا سيما سورة التوحيد التي مثلها منه ومكانتها فيه مثل القرآن الناطق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه صلوات الله ________________________________________