‹ صفحة 5 › بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعترته الطاهرين واللعنة على أعدائهم أجمعين . وبعد : فهذا الجزء الذي قدمناه بين يدي القراء الكرام ، يحوي بين دفتيه اثرا خالدا ثمينا من الآثار القيمة النفيسة ، وتراثا ذهبيا من تراث العلم والثقافة وقد كان كنزا اختبي به في زوايا المكتبات ( 1 ) لم تصل إليه يد الباحث منذ صدر من يمنى مؤلفه الفذ العبقري البطل ، محبي دارس العلوم ، ومجدد الآثار والرسوم مولانا العلامة محمد باقر المجلسي ، أسبغ الله عليه شآبيب رحمته ، وأسكنه بحبوحة جنة . الا وهو الذي أسماه مؤلفه العلامة - فهرس مصنفات الأصحاب - وحقيق ان نسميه فهرس مآخذ بحار الأنوار ، وقد كان هو الأساسي لتدوين هذه المدونة العلمية : دائرة معارف المذهب والدين . فقد كان - قدس الله لطيفه - تنبه إلى أن جل مؤلفات أصحابنا الإمامية - رضوان الله عليهم - في فنون الاخبار وشتى الآثار ، غير منتظمة تنظيما يسهل للطالب ان يعثر منها منها على ما يطبه من دررها الجمان ولا مبوبة أبوابا يردها الباحث الثقافي فيصدر منها بما يبتغيه من لئاليها الحسان ، ولا ذات عناوين فنية ( 2 ) يلفت انظار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) ولذلك لم يذكر هذا الكتاب القيم الثمين في فهرس مؤلفاته قدس سره . ( 2 ) فبعضها كالأمالي ( مجالس الشيخ الطوسي - مجالس المفيد - مجالس الشيخ الصدوق ، الاختصاص . . . ) ليس لأخبارها المتشتتة المنثورة فيها عنوان ابدا ، ولا تمتاز مجالسها المتعددة الشاملة على المواضيع المختلفة العلمية الا بالتاريخ ومكان الانعقاد . وبعضها كالمسانيد ( الاحتجاج - قرب الإسناد - دلائل الإمامة - عيون أخبار الرضا عليه السلام ، نهج البلاغة ، تحف العقول ، صحيفة الرضا ، مستطرفات السرائر . . . ) لا يوجد لأخبارها المجموعة فيها ترتيب الا من حيث الاسناد إلى امام دون امام . وبعضها كالتفاسير ( - تفسير العياشي - تفسير القمي - تأويل الآيات الباهرة تفسير فرات ، . . . ) إنما تورد الأحاديث ذيل الآيات الكريمة تفسرها تنزيلا أو تأويلا من دون ان يكون لها نطاق . وبعضها معمولة على وجه الصناعة ( كتاب الخصال ) معتمدا في ترتيب أبوابها وتفصيل عناوينها على الأرقام الهندسية ، وهذا وكان في نفسه طريفا ، الا انه لا يجدى للباحث المتفحص عن شتى مواضيع الكتاب . وبعضها معمولة كالمعاجم اللغوية لترجمة المعاني المفردة تأويلا أو تفسيرا ( معاني الأخبار ) من دون ان يراعى في ذلك ما روعي في المعاجم اللغوية من ترتيب الكلمات على الهجاء . وهكذا سائر المؤلفات التي عملت لها عناوين وفتحت إلى مطالبها أبواب شارعة ، لا يشفى العليل ولا يروى الغليل : تراهم ينظرون إلى وجه من وجوه الحديث ويقصدون معنى من معانيه فيوردونه في باب عقدوه لذلك ، ويذهلون عن سائر وجوهه ومعانيه ، كما أنهم قد يفتحون بابا ويخرجون فيه شطرا من الأحاديث المناسبة لعنوانه من دون استقصاء لها ، مع أن المتتبع الباحث في حاجة ماسة من استقصائها ودراستها والنظر إليها ولعل ما تركوه أو غفلوا عنه أوضح وأبين أو أصح وامتن .