[1] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي شهد لواحدانيته العلماء، ورجح مدادهم على دماء الشهداء و جعلهم على خلقه امناء والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وسند الأصفياء واعلى الأولياء محمد وآله البررة الأتقياء ولعنة الله على اعدائهم الأشقياء. أما بعد فيقول العبد المسكين المستعين بربه الكريم: محمد بن علي بن الحسين الرازي صانه الله عن الشرور والمخازي: لما فرغت من تعليقاتي على خمسة من اجزاء وسائل الشيعه من الجزء السادس عشر إلى العشرين منها على حسب طلب بعض الاحبة ولأمر بعض الاجلة سئلني مدير المكتبة الاسلامية النظر في اجازات البحار والتعليق عليها فاستخرت الله تعالى وشرعت مع ضعف حالى واضطراب بالى وبالله اتكالي وعليه معولى وإليه شكوت أحوالى. وقبل الشروع في المقصود يجب ترجمة صاحب البحار وهو العلامة وشيخ الاسلام في عصره الذي قد اجمع العلماء في زمانه ومن بعده على جلالة قدره وعظم شأنه وتبرزه في العلوم العقلية والنقلية والحديث والرجال والادب والتاريخ وغيرها. ولما كان ترجمة حياته وشرح أحواله وذكر آثاره، وتبيين مآثره، خارجا عن نطاق تعليقتنا، فانه يحتاج إلى تأليف كتاب ضخم في هذا الشأن، وكيف وهو عظيم من عظماء الشيعة وعبقري من عباقرة العلم، وما يوجد في كتب التراجم و المعاجم من مناقبه وفضله ونبوغه دون ما هو عليه من الجلالة والنبالة، الا أن أحسن ما دون في ترجمته بحسب نظرى القاصر هو كتاب الفيض القدسي لمؤلفه ثقة الاسلام مولانا العلامة النوري، وقد طبع ملصقا بالمجلد الأول من بحار الأنوار طبعة الكمبانى مقدمة له، وحيثما كان مشتملا على فوائد جمة، أوردته بتمامه قبل الشروع في مجلد الاجازات، وبالله التوفيق. ________________________________________