[9] حتى رأيت ابنه محمد بن علي فأردت أن أعظه فوعظني فقال له أصحابه: بأى شئ وعظك ؟. قال: خرجت إلى بعض نواحى المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن على وكان رجلا بدينا وهو متك على غلامين له أسودين أو موليين، فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا، أشهد لاعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فسلم على بنهر وقد تصبب عرقا فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال. قال: فخلا عن الغلامين من يده ثم تساند عليه الصلاة والسلام وقال: لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله تعالى أكف بها نفسي عنك وعن الناس، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني (1). 35 - جع: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طلب الحلال فريضة على كل مسلم ومسلمة (2). 36 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله: العبادة سبعون جزءا أفضلها طلب الحلال (3). 37 - وقال عليه السلام: العبادة عشرة أجزاء تسعة أجزاء في طلب الحلال (4). 38 - روى ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله، إذا نظر إلى الرجل فأعجبه قال: هل له حرفة فان قالوا لا قال: سقط من عينى قيل: وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال: لان المؤمن إذا لم يكن له حرفة يعيش بدينه (5). 39 - وقال من أكل من كد يده مر على الصراط كالبرق الخاطف (6). 40 - وقال عليه السلام: من أكل من كد يده نظر الله إليه بالرحمة ثم لا يعذبه ________________________________________ (1) ارشاد الشيخ المفيد ص 273 طبع النجف. (2 - 6) جامع الاخبار ص 139 (الطبعة الاخيرة الممتازة المصححة) ط الحيدرية في النجف. ________________________________________