[311] بالتي هي أحسن من عاند، وتحليلهم حلالك، وتحريمهم حرامك، حتى أظهروا دعوتك، وأعلنوا دينك، وأقاموا حدودك، واتبعوا فرائضك، فبلغوا في ذلك منك الرضى، وسلموا لك القضاء، وصدقوا من رسلك من مضى، ودعوا إلى سبيل كل مرتضى. الذين من اتخذهم مآبا سلم، ومن استتر بهم جنة عصم، ومن دعاهم إلى المضلات لبوه، ومن استعطاهم الخير آتوه، صلاة كثيرة طيبة زاكية نامية مباركة صلاة لا تحد ولا تبلغ، ولا يدرك حدودها، ولا يوصف كنهها، ولا يحصى عددها وسلام عليهم بانجاز وعدهم، وسعادة جدهم، وإسناء رفدهم، كما قلت " السلام على آل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين ". اللهم اخلف فيهم محمدا أحسن ما خلفت أحدا من المرسلين في خلفائهم، والائمة من بعدهم، حتى تبلغ برسولك وبهم، كمال ما تقربه أعينهم في الدنيا والاخرة، مما لا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون، واجعلهم في مزيد كرامتك، وجزيل جزائك، ومما لا عين رأت، ولا اذن سمعت، وأعطهم ما يتمنون، وزدهم بعد ما يرضون، وعرف جميع خلقك فضل محمد وآل محمد ومنزلتهم منك حتى يقروا بفضلك بفضلهم و شرفهم، ويعرفوا لهم حقهم الذي أوجبت عليهم، من فرض طاعتهم ومحبتهم، واتباع أمرهم، واجعلنا سامعين لهم مطيعين، ولسنتهم تابعين، وعلى عدوهم من الناصرين، وفيما دعوا إليه ودلوا عليه من المصدقين. اللهم فانا قد أقررنا لهم بذلك، وبما أمرتنا به على ألسنتهم، ونشهد أن ذلك من عندك، فبرضاهم نرجوا رضاك، وبسخطهم نخشى سخطك. اللهم فتوفنا على ملتهم واحشرنا في زمرتهم، واجعلنا ممن تقر عينه غدا برؤيتهم، وأوردنا حوضهم، واسقنا بكأسهم، وأدخلنا في كل خير أدخلتهم فيه وأخرجنا من كل سوء أخرجتهم منه، حتى نستوجب ثوابك، وننجو من عقابك ونلقاك وأنت عنا راض، ونحن لك مرضيون، صلوات الله ربنا الرؤف الرحيم ________________________________________