[38] وليبين فيها للناظرين أثر صنيعه، والمتأملين دقائق حكمته، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، متفردا بخلقه بغير معين، وجاعلا جميع أفعاله واحدا بلا ظهير، عرفته القلوب بضمائرها، والأفكار بخواطرها، والنفوس بسرائرها، وطلبته التحصيلات ففاتها، واعترضته المفعولات فأطاعها، فهو القريب السميع، والحاضر المرتفع، اللهم هذه أضوء وأنور ليلة من شهرك، وأزينها وأحصاها بضوء بدرك، بسطت فيها لوامعه وارتعجت في أرضك شعاعه، وهي الليلة آخر سبعين مضيا من الصيام وأول سبعين بقيا من عدد الأيام، اللهم فوسع لي فيها نور عفوك، وابسطه وأمحص عني ظلم سخطك واقبضه، اللهم إن جودك ونعمك يصلحان رجائي، وإن صيانتك ومحاصتك يكشفان بالي، وما أنت بضري، منتفع، فأتهمك بالتوفر على منفعتك، ولا بما ينفعني مضرور فأستحييك من التماس مضرتك، فكيف يبخل من لا حاجة به إلى عفو معبود على عبده، مضطر إلى عفوه أم كيف يسمح وقد جادله بهدايته أن يخليه ويقحم سبل ضلالته كلا إنك الأكرم يا مولاي من ذاك وأرأف واحنى وأعطف، اللهم اطو هذه الليلة بعمل لي صالح ترضى مطاويه، ويبهجني في آخرتي بمناشره، وأمضاها بالعفو عني في أول الشهر وآخره يا أرحم الراحمين، يا رحمان يا رحيم، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم كثيرا. دعاء آخر في هذه الليلة برواية محمد بن أبي قرة في كتابه عمل شهر رمضان رويناه باسنادنا إليه: يا الله يا رحمن يا رحيم يا عليم يا حي يا قيوم، اللهم إني لا أسئلك بعملي شيئا إني من عملي خائف إنما أسئلك برحمتك ما أسألك فصل على محمد وآله، وهب لي من طاعتك ما يرضيك عني، وتقبل صومي وتفضل على برحمتك، وارحمني برحمتك، اللهم إني أدعوك وأسئلك بأسمائك الحسنى، وباسمك العظيم، ووجهك الكريم، وروحك القدوس، وكلامك الطيب. وملكك الدائم العظيم، وسلطانك المنير، وقرآنك الحكيم، وعطائك الجليل الجزيل، وباسمك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعتقني من النار ________________________________________