[377] أولها أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا، والثانية أنكم آمنتم برسوله ثم خالفتم سنته وأمتم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم، والثالثة أنكم قرأتم كتابه المنزل عليكم، فلم تعلموا به، وقلتم سمعنا وأطعنا، ثم خالفتم، والرابعة أنكم قلتم أنكم تخافون من النار، وأنتم في كل وقت تقدمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم ؟ والخامسة أنكم قلتم أنكم ترغبون في الجنة وأنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها، فأين رغبتكم فيها ؟ والسادسة أنكم أكلتم نعمة المولى ولم تشكروا عليها، والسابعة أن الله أمركم بعداوة الشيطان وقال " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا " (1) فعاديتموه بلا قول، وواليتموه بلامخالفة (2) والثامنة أنكم جعلتم عيوب الناس نصب عيونكم، وعيوبكم وراء ظهوركم، تلومون من أنتم أحق باللوم منه، فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا ؟ وقد سددتم أبوابه وطرقه ؟ فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا سرائركم وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر فسيتجيب الله لكم دعاء كم. 18 - تم ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن محبوب عن عمربن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رجلا كان في بني إسرائيل فدعا الله أن يرزقه غلاما يدعو ثلاث سنين فلما رأى أن الله لا يجيبه قال: يا رب أبعيد أنا منك فلا تسمعني ؟ أم قريب أنت مني فلم لا تجيبني ؟ قال: فأتاه آت في منامه فقال له: إنك تدعو الله منذ ثلاث سنين بلسان بذي، وقلب عات غير نقي ونيه غير صادقة، فاقلع عن بذائك، وليتق الله قلبك، ولتحسن نيتك، قال: ففعل الرجل ذلك ثم دعا الله فولد له غلام (3). 19 - تم: بهذا الاسناد، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العبد يسأل الله تبارك وتعالى الحاجة من حوائج ________________________________________ (1) فاطر ص 6. (2) كذا في نسخة الاصل بخطه قدس سره مكتوبا على السطر كذا، والظاهر: " فعاديتموه بالقول: وواليتموه بالمخالفة ". (3) فلاح السائل ص 37. ________________________________________