[27] الله تعالى، والعادلون عن حدوده، أفترى الله تعالى مدح من هذه صفته ؟. ومنه قوله عزوجل في سورة النحل: " أن تكون أئمة هي أربى من أئمة " (1) فجعلوها امة وقوله في سورة يوسف: " ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " (2) أي يمطرون فحرفوه وقالوا: يعصرون، وظنوا بذلك الخمر، قال الله تعالى: " وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا " (3) وقوله تعالى: " فلما خر تبينت الانس أن لو كانت الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين " (4) فحرفوها بأن قالوا: " فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ". وقوله تعالى في سورة هود عليه السلام: " أفمن كان على بينة من ربه " يعني رسول الله صلى الله عليه وآله " ويتلوه شاهد منه " وصيه " إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى اولئك يؤمنون به " (5) فحرفوا وقالوا: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة " فقدموا حرفا على حرف، فذهب معنى الآية. وقال سبحانه في سورة آل عمران: (6) " ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فانهم ظالمون لآل محمد " فحذفوا آل محمد (7). وقوله تعالى: " وكذلك جعلناكم أئمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " (8) ومعنى وسطا بين الرسول وبين الناس فحرفوها وجعلوها " امة " ومثله في سورة عم يتسائلون " ويقول الكافر ياليتني كنت ترابيا " (9) فحرفوها وقالوا: ترابا، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان ________________________________________ (1) النحل: 92. (2) يوسف: 49. (3) النبأ: 14. (4) سبأ: 14. (5) هود: 17. (6) آل عمران: 128. (7) وفى بعض روايات الباب أن الاية كانت هكذا: " ليس لك من الامر شئ أن يتوب عليهم أو تعذبهم فانهم ظالمون " راجع ج 92 ص 61 من هذه الطبعة الحديثة تفسير العياشي ج 1 ص 198. (8) البقرة: 143. (9) النبأ آخر آية منها. ________________________________________