[ 29 ] اقول: سيأتي الكلام في تفضيلهم على الملائكة في كتاب السماء والعالم. 19 - مع: ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن أحمد بن فضلان عن سليمان بن جعفر المروزي، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وآله: السلام عليك يا نبئ الله، قال: لست نبئ الله، ولكني نبي الله. النبوة لفظ مأخوذ من النبوة، وهو ما ارتفع من الأرض، فمعنى النبوة الرفعة، ومعنى النبي الرفيع، سمعت ذلك من أبي بشر اللغوي بمدينة السلام. (1) بيان: قال الجزري: فيه: أن رجلا قال له: يا نبئ الله، فقال لا تنبر اسمي (2) فإنما أنا نبي الله. النبي فعيل بمعنى فاعل للمبالغة من النبأ: الخبر، لأنه أنبأ عن الله أي أخبر، ويجوز فيه تحقيق الهمزة وتخفيفه، يقال: نبأ ونبأ وأنبأ، قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلا ويقول: تنبأ مسيلمة - بالهمز - غير أنهم تركوا الهمز في النبي كما تركوه في الذرية والبرية والخابية إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الأحرف الثلاثة ولا يهمزون غيرها، ويخالفون العرب في ذلك. قال الجوهري: يقال: نبأت على القوم: إذا طلعت عليهم، ونبأت من أرض إلى أرض إذا خرجت من هذه إلى هذه، قال: وهذا المعنى أراد الأعرابي بقوله: يا نبئ الله، لانه خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز لأنه ليس من لغة قريش، وقيل: إن النبي مشتق من النباوة وهي الشئ المرتفع. وقال الجزري في النبر بالراء المهملة: فيه: قيل له: يا نبئ الله، فقال: إنا معشر قريش لا ننبر، وفي رواية: لا تنبر باسمي، النبر: همز الحروف، ولم تكن قريش تهمز في كلامها. 20 - يد: الدقاق، عن أبي القاسم العلوي، عن البرمكي، عن الحسين بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم القمي، عن الفقيمي، عن هشام بن الحكم قال: سأل الزنديق الذي أتى أبا عبد الله عليه السلام فقال: من أين أثبت أنبياء ورسلا " ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: إنا لما أثبتنا أن ________________________________________ (1) معاني الأخبار ص 39. م (2) أي لا تهمز اسمى، من نبر الحرف: همزه. [ * ] ________________________________________