[ 21 ] نبي قط في الحرب، وإن مات نبي أو قتل قبل النصرة فقد أجرى الله تعالى العادة بأن ينصر قومه من بعده، فيكون في نصرة قومه نصرة له. وقال السدي: المراد النصرة بالحجة " وإن جندنا " أي المؤمنين، أو المرسلين " لهم الغالبون " بالقهر أو بالحجة " وسلام على المرسلين " أي سلام وأمان لهم من أن ينصر عليهم أعداؤهم، وقيل: هو خبر ومعناه أمر، أي سلموا عليهم كلهم لا تفرقوا بينهم. (1) " ولات حين مناص " قال البيضاوي: أي ليس الحين حين مناص، زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد " اولئك الأحزاب " يعنى المتحزبين على الرسل الذين جعل الجند المهزوم منهم " فحق عقاب " أي فوجب عليهم عقابي. (2) " والأحزاب من بعدهم " والذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم بعد قوم نوح " وهمت كل امة " من هؤلاء " ليأخذوه " ليتمكنوا من إصابته بما أرادوا من تعذيب وقتل من الأخذ بمعنى الأسر " ليدحضوا به الحق " ليزيلوه به " فكيف كان عقاب " فإنكم تمرون على ديارهم، وهو تقرير فيه تعجيب. (3) " ومنهم من لم نقصص عليك " قال الطبرسي رحمه الله: روي عن علي عليه السلام أنه قال: بعث الله نبيا " أسود لم يقص علينا قصته. واختلف الأخبار في عدد الأنبياء فروي في بعضها أن عددهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا "، وفي بعضها أن عددهم ثمانية آلاف نبي: أربعة آلاف من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من غيرهم " بآية " أي بمعجزة ودلالة. (4) " فإذا جاء أمر الله " قال البيضاوي: أي بالعذاب في الدنيا والاخرة " قضي بالحق " بإنجاء المحق وتعذيب المبطل. (5) " فرحوا بما عندهم " واستحقروا علم الرسل، والمراد بالعلم عقائدهم الزائغة وشبههم الداحضة أو علم الأنبياء، وفرحهم به ضحكهم منه واستهزاؤهم به، ويؤيده " وحاق بهم ما ________________________________________ (1) مجمع البيان 8: 462. م (2) انوار التنزيل 2: 137 و 138. ولم نجد الجملة الاخيرة فيه. م (3) انوار التنزيل 2: 149. م (4) مجمع البيان 8: 533: م (5) انوار التنزيل 2: 156. م [ * ] ________________________________________