[ 12 ] اصطفاه على غيره، أي اختصه بالتفضيل على غيره، وعلى هذا الوجه معنى الآية، وفيها دلالة على تفضيل الأنبياء على الملائكة " ذرية " أي أولادا " وأعقابا " " بعضها من بعض " أي في التناصر في الدين، أو في التناسل والتوالد، والأخير هو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام لانه قال: الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض. (1) " ما كان لبشر " أي لا يجوز ولا يحل له " أن يؤتيه الله " أي يعطيه " الكتاب والحكم والنبوة " أي العلم والرسالة إلى الخلق " ثم يقول للناس كونوا عبادا " لي من دون الله " أي اعبدوني من دونه، واعبدوني (2) معه، " ربانيين " أي حكماء أتقياء، أو معلمين الناس من علمكم، وقيل: الرباني: العالم (3) بالحلال والحرام والامر " والنهي وما كان وما يكون. (4) " بما كنتم تعلمون الكتاب " قال البيضاوي: أي بسبب كونكم معلمين الكتاب وبسبب كونكم دارسين له، فإن فائدة التعليم والتعلم معرفة الحق والخير للاعتقاد والعمل. (5) " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين " قال الطبرسي: روي عن أمير المؤمنين وابن عباس وقتادة أن الله تعالى أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبينا صلى الله عليه وآله أن يخبروا اممهم بمبعثه و نعته، ويبشروهم به، ويأمروهم بتصديقه. وقال طاوس: أخذ الله الميثاق على الانبياء على الأول والآخر، فأخذ ميثاق الأول لتؤمنن بما جاء به الآخر، وقال الصادق عليه السلام: تقديره: وإذ أخذ الله ميثاق امم النبيين بتصديق نبيها: والعمل بما جاءهم به، وأنهم خالفوه بعد ما جاؤوا وما وفوا به، وتركوا كثيرا " من شريعته، وحرفوا كثيرا " منها " ولتنصرنه " أي بالتصديق والحجة، أو أن الميثاق اخذ على الأنبياء ليأخذوه على ________________________________________ (1) مجمع البيان 2: 433. م (2) في المصدر: أو اعبدوني م (3) منسوب إلى الرب بزيادة الالف والنون للمبالغة، وقيل: هو من الرب بمعنى التربية يربى المتعلمين بصغائر العلوم قبل كبارها، وقيل: الربانى العالم الكامل الراسخ في العلم والدين المستديم عملا بما علم، أو الذى يطلب بعلمه وجه الله، وقيل: هو المتأله العارف بالله. (4) مجمع البيان 2: 466. (5) انوار التنزيل 1: 79. م [ * ] ________________________________________