[449] ما يتذكر فيه من تذكر يقول فيما ذهب: لو كنت عملت ونصبت كان ذخرا لي ويعصي ربه تعالى فيما بقي غير مكترث، إن سقم ندم على العمل (1) وإن صح أمن واغتر وأخر العمل، معجبا بنفسه ما عوفي، وقانطا إذا ابتلي، إن رغب أشر، وإن بسط له هلك، تغلبه نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستيقن، لا يثق من الرزق بما قد ضمن له، ولا يقنع بما قسم له، لم يرغب قبل أن ينصب، ولا ينصب فيما يرغب، إن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، فهو يبتغي الزيادة وإن لم يشكر، ويضيع من نفسه ما هو أكبر، يكره الموت لا ساءته ولا يدع الاساءة في حياته، إن عرضت شهوته واقع الخطيئة ثم تمنى التوبة، وإن عرض له عمل الاخرة دافع، يبلغ في الرغبة حين يسأل، ويقصر في العمل حين يعمل، فهو بالطول مدل وفي العمل مقل، يبادر في الدنيا، يعبأ بمرض فإذا أفاق واقع الخطايا ولم يعرض، يخشى الموت ولا يخاف الفوت، يخاف على غيره بأقل من ذنبه، ويرجو لنفسه بدون عمله، وهو على الناس طاعن، ولنفسه مداهن، يرجو الامانة ما رضي ويرى الخيانة إن سخط، إن عوفي ظن أنه قد تاب وإن ابتلي طمع في العافية وعاد، لا يبيت قائما، ولا يصبح صائما، يصبح وهمه الغذاء، ويمسي ونيته العشاء وهو مفطر، يتعوذ بالله من فوقه ولا ينجو بالعوذ منه من هو دونه، يهلك في بغضه إذا أبغض ولا يقصر في حبه إذا أحب، يغضب في اليسير، ويعصي على الكثير، فهو يطاع ويعصي الله، والله المستعان. 11 - ص (2): عن الصدوق، عن محمد العطار، عن الحسن بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، وعن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن منذر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما فارق موسى الخضر قال موسى أوصني، فقال الخضر: ألزم ما لا يضرك معه شئ كما لا ينفعك من غيره شئ، إياك واللجاجة والمشي إلى غير حاجة، والضحك في غير تعجب، يا ابن عمران لا تعيرن أحدا بخطيئته، وابك على خطيئتك. 12 - ك (3): عن الحسن بن عبد الله، عن علي بن الحسين بن إسماعيل، ________________________________________ (1) كذا والظاهر " على ترك العمل ". (2) مخطوط. (3) كمال الدين ص 101. ________________________________________